لندرأ خطر خوارج العصر

أظن أنّ خطر هذه الجماعات المتطرفة التي انتهجت العنف في هذا العالم، وهي ترفع شعارات تنسب الى الاسلام حقاً او زوراً، وتأتي من الفظائع ما يندى له جبين كل مؤمن يخشى الله، وهم يحترفون القتل هواية لهم لا يحسنون شيئاً غيره، يتقنون الهدم ولا صلة لهم بالبناء.
وهم على مر الزمان يخرجون على الناس الحين بعد الآخر، يكمنون زمناً، ثم يستيقظون فجأة فتشقى بهم الأمم ، ولعلّ أهل الاسلام أكثر الأمم تضرراً من أفعالهم الشنيعة وهم جماعات وللأسف تتناسل ، واحدة منعها تسلم الأخرى لتكمل ما فعلته الأولى، والمسلمون منذ ظهور جماعتهم الاولى ، والتي أسماها المسلون الأوائل في عهد خير الناس صحابة سيدي رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – في عهد خير من حكم الارض بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم خلفاؤه الراشدون رضي الله عنهم وعن صحابته أجمعين، ونحن نرى عودة لهم في اشكال متعددة تلبس لكل عصر لبوسه وما هذا الذي يجري في عصرنا وتحت مسميات مختلفة من داعش ونصرة وقاعدة وانصار شريعة وانصار بيت المقدس، وجماعة اسلامية وسلفية جهادية، وجند الله، وجند الشام وغير هذا كثير، وكلهم من وعاء واحد يلتمسون الطريق ، هم خوارج العصر وان اختلفت المسميات.
وقد عالج صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم شر الخوارج بوسيلتين:
الاولى : محاورتهم للقضاء على فكرهم المغلوط والذي لا يعتمد على حجة ولا برهان ليعود منهم من شاء الله له الهداية، الثانية : من لم يعد جردوا عليه السيف حتى خضع لسلطة الدولة مرغماً.
ونحن في هذا العصر ولاشك لدينا من الوسائل والتقنيات ما لم يتوافر للناس في خير العهود عهد صحابة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ولو أحسنا النيات وبدأنا جهاداً علمياً مقنعاً يسقط كل دعوى لهم وتتبعنا جذور مذهبهم الفاسد، حتى لو كان له اصل في ثقافتنا الدينية السائدة فناقشنا هذا الفكر علنا ليعلم الناس انه فكر فاسد حمله من البشر أسوأهم ، حتى نجد العامة يستنكرون افعالهم ولا يؤيدونها او يتعاطفون مهم، وهذا عهد الجهاد الحقيقي لمحو الشر من الرؤوس ، ولا بأس من محاورتهم واسترجاع من لم تلوث الدماء يده.
اما اولئك الذين ولغوا في دماء المسلمين فليس لهم الا ان يتقلوا ويصلبوا او تقطع ايديهم وارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ثم العلاج الحاسم بقتالهم لا تأخذنا بهم رأفة حتى لا يبقى لهم وجود في هذا العالم، وعلى دولنا العربية ان تتحد في مواجهتهم وفي بلادنا نقوي قواتنا المسلحة المعدة لدرء الخطر عنا وان نضيف اليها ما يجعل أعدادهم كافية لمواجهة العدو وحبذا لو اشغلنا شبابنا العاطل عن العمل المتكاسل عنه بخدمة عسكرية تقوي سواعدهم ولا تتركهم فريسة لهؤلاء فينضموا اليهم فهل نفعل هو ما ارجو والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: