لا يغني عن الحق سواه

يقول ربنا عز وجل: {وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الحَقُّ المُبِينُ}، فهو الموجود باليقين الثابت، فالله سبحانه وتعالى هو الحق، ومنه الحق، وإليه يرجع كل حق، وصفات ربنا عز وجل حق، والعدل حق، والصدق حق، فربنا يقول: {وَيُحِقُّ اللَّهُ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ}، وكان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم – إذا تهجد من الليل يدعو: «اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض ومن فيهن. ولك الحمد أنت قيوم السماوات والأرض ومن فيهن، أنت الحق وقولك الحق ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، اللهم لك أسلمت وإليك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت»، ونحن ندعو بدعواه صلى الله عليه وسلم – والحق ماثل في أذهاننا، ثابت الإيمان به في قلوبنا، ألم يرسل نبينا بالحق؛ حيث يقول: {إنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ}، والحق في عرف الإسلام هو الأمر الثابت، الذي لا يتغير ولا يتناقض، فالله سبحانه حق كما سمى نفسه وقرآنه بالحق نزل، وخلق هذا الكون بالحق، أليس يقول: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}، وقد أرسل إلينا رسوله صلى الله عليه وسلم بالحق، ولا منهج حق سوى منهج ربنا الذي بعث به سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لذلك ينبهنا ربنا إلى دقة منهجه هذا المتمثل بما بعث به رسوله صلى الله عليه وسلم فيقول: {الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ}؛ لذلك يهدي الله من آمن به إلى الحق، فلا ينطق لسانه إلا به، ولا يفعل فعلاً إلا بمقتضاه، والمتتبع للحق هو من رضي الله أن يكون له وليّاً، ولا يمكن للحياة أن تعتدل موازينها إلا بالحق، ولا يزيغ عنه إلا هالك في الدنيا ثم في الآخرة، ولو علم الناس ما في اتباع الحق من الخير العميم لهم لما عرفوا في الحياة طريقاً إلا ما أدى إليه، فيه تطمئن نفوسهم في هذه الحياة، فيعملوا لدنياهم بما يصلحها وفق العدل الرباني، ويعملوا لآخرتهم؛ لأنهم يعلمون حقّاً أنهم صائرون إليها لا محالة ، فمن ثبت على الحق نجا في الدنيا والآخرة، ومن انحرف عنه إلى الباطل خسر الدنيا والآخرة، والتعاون على الحق في الدنيا يجعل الحياة فيها مزدهرة، وأما في الآخرة ففيها لأصحاب الحق ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، إن الثابت على الحق يعيش بإذن الله في نعيم دائم في هذه الدنيا ثم في الآخرة، هو السعيد الذي بقربه يسعد الناس إن اقتدوا به، اللهم اجعلنا من المقتدين بأهل الحق واحشرنا معهم.

<div class=”note nomarginbottom”>
<div class=”typo-icon”>
<ul class=”bullet-7 nomarginbottom”>
<li style=”text-align: justify;”>ص.ب 35485 جدة 21488</li>
<li style=”text-align: justify;”>فاكس: 6407043</li>
<li style=”text-align: justify;”>إيميل: [email protected]</li>
</ul>
</div>
</div>

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: