ما لم يعلمه أعداء الوطن

حينما حدثت قضية الأستاذ جمال خاشقجي -يرحمه الله- استغلتها جهات وبلدان وأحزاب أو جماعات، تحمل لبلادنا عداءً، لبث سمومها تجاه وطننا، ولكن هؤلاء جميعاً بدءاً من جهة الإخوان وقطر، ومعهم بعض الأتراك ساسة وصحفيين، يضمرون في نفوسهم عداءً لنا ولبلادنا محسوساً؛ بلغ كافة أبناء الوطن، ورأينا ذلك في طريقة معاملة السائح السعودي، رغم أنه الأفضل بالنسبة إليهم، وجاءتنا الأخبار عمَّا يحدث للسائحين السعوديين هناك منذ زمنٍ طويل، وتصاعده بعد هذا الحادث المشؤوم، حيثُ وجدوا مُتنفِّساً فيه وبسببه لتنفيس أحقادهم التي ملأت الصدور، واشتدَّ الهجوم على بلادنا ولازال مستمراً، ووجدنا في الإعلام العالمي ما يُشتَرى بالمال، ليُوجِّه سهام العدوان علينا، خدمةً لمن يبذل المال لهم.. فكثير من أصحاب الأموال يُنفقون على إيذاء الشعوب بالإرهاب، وبحفلات الإعلام المُوجَّه المسموم، وقد رأينا في الولايات المتحدة الأمريكية، بقايا عهد أوباما، وحزب الديمقراطيين في أمريكا، يشنّون حروباً ممنهجة على بلادنا، ولا تزال مستمرة، ولكن هؤلاء لم يُدركوا أن في السعودية أسرة مالكة وشعباً متفقون على حب وطنهم، ومستعدون للدفاع عنه بكل ما يملكون من الأرواح والأجساد والأموال، وظهر جلياً عندما حرَّضت إيران أدواتها من الحوثيين وغيرهم ضدنا، وأنشأوا حرباً على حدودنا، فوجدوا أبناءنا يتسابقون لرد عدوانهم وحربهم، ثُمَّ كان ردّنا عليهم شاملاً، ومعنا اليمنيون وكثير من إخواننا في الخليج، ما عدا قطر طبعاً، وانضم إلينا من الشعوب العربية والمسلمة ما كوَّنوا جبهة واحدة لمنع العدوان على اليمن وعلى حدودنا، وهذا الأمر ما كان القوم يُدركونه، وفت في عضدهم وردّهم على أعقابهم بفضل الله، وها هم اليوم يترنَّحون في غالب الجبهات، وظني أن هزيمتهم قد اقتربت، وحتماً لن نسمح بأن يكونوا على حدودنا أبداً، ولا أظن إلا أن دولتنا تُخطِّط لموقفٍ حازم من كل الأعداء، وسيرون أن كل ما قاموا به من عدوانٍ علينا -عبر الإعلام- له ثمنٌ مؤلم بإذن الله، فويلٌ لمَن يتعرَّض لهذا الوطن بسوء، أياً كان حجمه، فقد كُنَّا ومازلنا أمة الإباء في ماضينا وحاضرنا، لا نعتدي على أحد، ولكنَّا نردُّ العدوان بأشدّ منه، فربنا عز وجل يقول: (الشَّهْرُ الحَرَامُ بِالشَّهْرِ الحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ)، ودُمت وطني منصوراً.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: