السعودية والاستعمار.. ماضياً وحاضراً

لعل أكثر شعوب العالم العربي والإسلامي قد تعرَّضت للاستعمار قديماً، وظلَّت على مدى الزمان -حتى بعد استقلالها- مرتبطة بصورةٍ أو أخرى بالدول المستعمرة لها، ولكن المملكة العربية السعودية لم تعرف من هذا الاستعمار شيئاً، سوى ما تعرَّضت له كل دولنا المسلمة؛ حين قيام الخلافة العثمانية التركية، وهي في حقيقة أمرها بعيدة كل البعد عن الخلافة الإسلامية صورةً ونظاماً، فكانت أشبه بالاستعمار، ومارست -وللأسف- صوراً من تعامل الاستعمار الأجنبي مع الشعوب التي حكمتها، إلا أن فترة بقاء الدولة العثمانية في أرضنا، كانت فترة يسيرة، ودوماً مع الوالي التركي حاكم من أهل البلاد، ولما آلت الدولة العثمانية إلى الانحسار عن مستعمراتها، كانت المملكة في جزء من أرضها أول المنتفضين على وجود العثمانيين في أرضنا، وأعقب ذلك ولاة أمر من أهل الوطن، وها هي اليوم في عهدة حكم وطني امتد زمناً طويلاً والحمد لله، فنحن كدولة وشعب نجونا من الشعور بظلم الاستعمار؛ كما شعر به إخواننا في الدول العربية الأخرى، التي عندما خرجت من تحت الحكم العثماني آل أمرها إلى حكم استعماري من إحدى الدول الغربية، ونبني علاقاتنا بدول الغرب على أساس أننا نِدٌّ لها ولا نخضع لها أبداً. ونرجو الآن وقد ساءت علاقات أمتنا «عربية ومسلمة» بالدول الغربية، أن تكون علاقتنا الندية لدول الغرب مستمرة، بحيث لا نخدع ببعض الأساليب الغربية، التي يُراد بها إخضاع دول العالم لها، وأن تكون مناطق نفوذ لدولها، وأن نبني علاقاتنا بالغرب على تلك الندية، خاصة وأننا اليوم نبدأ مشروعاً نهضوياً كبيراً، أملنا أن ينقل دولتنا إلى دولةٍ كبرى، لها أكبر الأثر والتأثير في العالم، بما تملك من قوى مادية وبشرية، وما نُخطِّط له من بناء دولة قوية تمتلك كل الموارد التي تجعل منها دولة كبرى، فنحن بحمد الله قادرون على حماية وطننا وأهله، بعيداً عن مواقف الضعف أو التخاذل، وسنجعل من دولتنا دولة عظمى، لها قوة وتأثير في سياسة العالم، ونحن مؤمنون قادرون على ذلك ولاشك. واليوم وقد زالت عنَّا غمامة ما خُطِّط لنا بحدثٍ عارض لن يُؤثِّر فينا، ونحن قد امتلكنا القدرة على التعامل معه بصورةٍ لا يمكن أن تجعل منه فرصة لأحد أن يصطاد في الماء العكر، والأصدقاء عبر دول العالم يُدركون ذلك، ولن يبقى له تأثير أبداً، وسننطلق لنعمل لمستقبل هذا الوطن، الذي يجعل منه إحدى دول العالم المتميزة.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: