كل ما لم يرد في القرآن.. عند الجاهل باطل!

إن الدين -كما اتفق عليه أهل الإسلام- هو كل ما جاء من أحكام في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وما أجمع عليه العلماء المجتهدون من علماء الإسلام، وما قاسوه على هذه الثلاثة، وذلك متفق عليه بين علماء الأمة من لدن صحابة سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وحتى يوم الناس هذا، أما أن يأتي في هذا الزمان من لم يعرف مصادر الدين ولم يعلم علمها، وإنما سمع من هذا أو ذاك، أو قرأ لفلان أو لعلَّان، ممن لا علم لهم بالدين أصلاً، ثم يأتي فيقول: (إن المفروض تشجيع المرأة على تلاوة القرآن لعدم وجود ما يمنع ذلك في القرآن، وكأنه قد تلا القرآن كله واستوفى المعرفة بأحكامه، وكأنه قد علم الحلال والحرام فيه كله، أما ما أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- به، أو نهى عنه، فلا يؤخذ منه حكم أصلاً!، وهذا مبلغ علمه بالإسلام، وبمصدريه الأصليين (الكتاب والسنة)، والفرعيين الإجماع والقياس، علمه بالدين لا يزيد عن علم المستشرق الغربي، الذي لم يعرف الإسلام ولا يعرف أحكامه، ولكنه يتعرض له ويفتي فيه بجهل، فالقرآن الكريم لا يمسه إلا المطهرون، فالله عز وجل يقول: (إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ* فِى كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لا يَمَسُّهُ إلاَّ المُطَهَّرُونَ* تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ)، فالمس للمصحف لقراءة ما فيه، لا يكون إلا لعبد من عباد الله ليقرأه طاهراً، وليس جنباً، أو على غير وضوء، هكذا نص الآية ومدلولها، ثم جاء النص النبوي مؤيداً لما في القرآن الكريم، فكتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن (أن لا يمس القرآن الكريم إلا طاهر)، وكان صحابته من بعده يرون ألا يمسّه ولا يقرأه إلا طاهر، على طهارة من الحدثين الأكبر (حيض أو جماع)، أما القراءة فلا بأس أن يقرأ القرآن من كان على حدث أصغر، ودون مس له ولكن من حفظه، وهذا للرجال والنساء معاً، والمرأة إذا كانت حائضاً فهي على حدث أكبر لا يزيله عنها إلا انقطاع الحيض ثم الاغتسال من الحدث الأكبر، حينئذ لها أن تقرأه إذا كانت طاهرة مع المس، أو القراءة من حفظها إذا كانت على حدث أصغر، وكذا الرجل، وهذا هو ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وليس لأحد تجاوز ذلك، والحكم بما لا يعلم، ومن يجهل شرع الله ومصادره فليس له حق أن يفتي بغير هذا، وإلا لكان متسرعاً بالحكم بما لم يشرعه الله، فالله يقول: (قُلْ إنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ).

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: