صوفية الحجاز والكتابات غير الموثقة

يظهر بين الحين والآخر كتابات لاشخاص يريدون الظهور علي حساب الناس في منطقتنا ( الحجاز ) دون أن يكون لديهم معلومات حقيقية عنهم , والحجاز كما هي كل أقاليم الجزيرة قديما كان به زوايا يجتمع فيها الناس للصلاة والتلاوة والذكر, وكان بعضها مخصص لطرق صوفية معينة, ولم تخص هذه الظاهرة إقليم الحجاز وحده.
وأهل الاحجاز في ظل الحكم السعودي هم كباقي أجزاء المملكة لايختلفون عنهم, ومن يزعم أن لهم طرائق خاصة للتعبد فهو يريد الإساءة إليهم بلا سبب, وهو ما نلاحظه فيمن يكتبون تحت عنوان ( صوفية الحجاز ) ويسردون أسماء أشخاص أو عوائل ويزعمون انهم صوفية إنما يريدون أن يجعلوا الآخرين يلتفتوا إليهم في بلد فيه فئة من الناس يشنعون علي الصوفية كلها, بل ويري بعضهم أنهم يدينون بغير دين الإسلام, ورغم أن أهل العلم حقيقة يعلمون أن الصوفية ليست مذهبا ولايمثل أهلها طائفة فهم عبر الزمن جزء أصيل من أهل السنة والجماعة يتبعون المذاهب الأربعة فقهيا وأنت تري أن كثيرا من علماء المذاهب الأربعة عند التعريف بهم قد يقال البغدادي سكنا مثلا الحنبلي مذهبا القادري طريقة ذلك أن الصوفية في عرفهم من علم السلوك الذي يحتاجه المسلم ليتحلي بالفضائل ويتخلي عن الرذائل , وقد توجد صورا من الصوفية غير مرغوب فيها إلا في الحجاز فلا وجود لها, والمجالس التي تعقد فيه للعلم كمجالس الكثيرين من أهل العلم إنما تدرس فيها العلوم الشرعية عرفناها في الحرم المكي الشريف وفي الحرم ا المدني ثم عرفناها في بيوت المشايخ وهي مستمرة الي اليوم فلي مجلس علم لبعض إخواني نقرأ فيه كتب الحديث, وقد قرأنا فيه الصحيحين ثم موطأ الامام مالك ثم شمائل النبي للإمام الترمذي كما قرأنا الشفا في حقوق المصطفي للقاضي عياض, ونقرأ هذه الايام كتاب السنن للإمام الترمذي ونواصل الطريق لقراءة بقية السنن, ونفرد وقتا لدراسة بعض كتب الاصول ( أصول الفقه ), وفي فقه الإمام الشافعي, والذين معي من إخواني كلهم ممن تخرج في الجامعات ولهم الرغبة في استكمل ثقافتهم بالعلوم الإسلامية , ومع هذا قرأت لأحد شبابنا يتحدث عن هذا المجلس بانه مجلس صوفي وعلي طريقة المستشرقين, ولم يزرنا فيه قط ولا أدري على مابنى معلومته تلك, هي فقط محاولة الإساءة ظنا منه أن الإنتساب إلى الصوفية جريمة وهي إن عرت عما يخالف الشرع فهي خير كثير لمن أراد تزكية نفسه ليكون لله عبدا مخلصا فالحمد الله الذي جعلنا من محبي رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وجعلنا ممن يتبعون سنته ويحبونها ويحبون تدارسها وهذا هو باذن الله الخير كله.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: