التسوية بين الظالم والمظلوم في المواقف الغربية!

كثيراً ما نقرأ بيانات غربية ولدول كبرى تساوي بين الظالم والمظلوم، والمعتدي والمعتدى عليه، تطالب الطرفين بكف العدوان بينهما، بينما المعتدي الظاهر الذي تقوم الأدلة على عدوانه ظاهرة يعلمها كل منصف لا توجَّه إليه حتى كلمة لوم واحدة، وأما إذا كان من فريق لصاحب البيان من الدول الغربية صلة به فالعقوبات تشمله وتشمل خصمه وإن كان مظلوماً، وهي سياسة أفسدت العالم ومنعت كثيراً من الدول المظلومة عن البحث في عالم يساوي بين الظالم والمظلوم، فمثلاً يعتدى على ليبيا ويصير الغرب على حرمانها مع المعتدين عليها من استيراد السلاح، وتوضع العقوبات على ليبيا والمعتدين عليها معاً لاستيرادهم السلاح. وفي كل قضايا العالم تلوح هذه السياسة الظالمة في أفق السياسة الدولية، حتى أورثت العالم ظلماً لا مثيل له، وفي كل دولنا في الشرق التي تثور بينها بين الحين والآخر الاعتداءات على بعضها تُطبَّق هذه السياسة باستمرار. حتى صارت مواقف الغرب نموذجاً للظلم الدولي، ليظل دوماً الظلم مقيماً في هذا العالم بين الدول خاصة أن دول الغرب أهم الدول التي تتصرف في هذا العالم وفق مبادئ كلها تزداد انحرافاً عن الحق، ولو تجولت بين دول العالم المعتدى عليها لوجدت عند أهلها الحزن والأسى، فالمظلوم دوماً يعاني، والظالم يجد من يعينه من أهم دول العالم وأقواها، وكل محاولة للتنبيه لمثل هذه الظاهرة لا تجد بالغرب آذاناً صاغية.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: