الذي لاشك فيه أن الملتحقين بالعمل كمدرسين كلما انخفضت قدراتهم التحصيلية أولاً، ثم ممارسة العمل التربوي والتعليمي عبرها إلا وكان ذلك سبباً في كثير من الفشل في العمل التربوي وما تعانيه التربية والتعليم في مجتمعاتنا العربية، فقد مر ببلادنا ولا يزال أن من يُقبل في كليات إعداد المعلمين هم مَن يُرفض قبولهم بالكليات الأخرى لتدني قدراتهم، وحتى أولئك الذين تخرجوا في كليات أخرى، هي في الأصل ليس من مهامها أن تُخرِّج معلمين إذا تقدموا إلى وظائف، ليعملوا في تخصصاتهم، ولم يُقبلوا، عادوا فتقدموا للعمل كمعلمين، فقُبلوا وأُعطوا دبلوما عبر كليات المعلمين في التربية وطرق التدريس ليصبحوا معلمين، وقدراتهم هم أيضاً متدنية، وكأن التعليم عندنا المستودع الذي نُرسل إليه من يفشلون في المجالات الأخرى. وكم نتغاضى عن الشروط فيمن سيصبح معلماً، فنكتشف أنهم غير قادرين على أداء العمل التربوي والتعليمي، بالصورة التي تنهض بالتعليم في بلداننا، ليخرج لنا أجيالاً في مختلف التخصصات، هم أنفسهم غير قادرين أن يقوموا بمهام المعلم التربوية والتعليمية، ولو أنَّا شدَّدنا منذ البداية في كليات المعلمين على شروط القبول، وانتقينا من طلابنا خريجي الثانوية العامة أولاً ثم خريجي التخصصات المختلفة الأخرى في الكليات المختلفة لمن نقبله دارساً في كليات المعلمين، أو معاهدنا التربوية المسلكية، واخترنا من الخريجين أذكاهم وأعلاهم درجات لتخصصهم كمعلمين في مختلف التخصصات، لرأينا ارتفاعاً في مستويات تلاميذنا في مختلف التخصصات، لأن معلميهم منتقون، لا أن يكون التعليم مستودعاً للفاشلين الذين عجزوا عن إثبات قدراتهم في كل ألوان التعليم، فلم يبق أمامهم سوى هذا المجال التربوي التعليمي الذي يستوعب أكبر الأعداد في مدارسه، دون أن يلحظ أحد ضعفهم فيما كانوا يحصلون، بل علينا ألا نختار للالتحاق من خريجي الثانوية في كليات المعلمين إلا أعلاهم درجات وأقدرهم على التحصيل، وبعد أن نجري لهم اختبارات دقيقة في مجال الاستيعاب والذكاء والتحصيل، ولا نقبل من طلاب الكليات الأخرى لنلحقهم بكليات التربية لإعدادهم كمعلمين إلا أعلاهم درجات وذكاء، ولو فعلنا ذلك لأوجدنا لمدارسنا معلمين متميزين نعتمد عليهم في تخريج أفضل أبنائنا في مختلف المجالات التعليمية، ليقوموا بأهم المهام في مجتمعهم، ولما عانت الحياة عندنا في غياب الكفاءات اللازمة للنهوض بحياتنا في مختلف المجالات. فهل نفعل؟!، هو ما أرجو، والله ولي التوفيق.