المستقبل الآمن للوطن

إن ما تتحدث عنه رؤية المملكة للعام 2030، وهذا التحول الذي تسعى إليه بلادنا حتى تُنوِّع في مصادر دخلها، ولتجعل من الاعتماد على النفط كدخل أعظم للبلاد، وسلعة وحيدة لها في الأسواق، خبرًا من الماضي، وتستعد لاستغلال كل ما يمكن استغلاله لتنويع مصادر الدخل من صناعة، واستثمار فيها، وفي المعادن، وفي إنشاء شركات كبرى، وفق رؤية صائبة لموقع بلادنا الجغرافي الإستراتيجي، وأنها أهم بوابة للعالم بصفتها مركز لربط القارات الثلاث، ولإحاطة أكثر المعابر المائية أهمية بها، وللوفرة في الموارد البشرية التي سنسعى لتكون قادرة مؤهلة، ولدينا وفرة في بدائل الطاقة، من الطاقة المتجددة، ولدينا ثروة من الذهب والفوسفات واليورانيوم، ولدينا في بلادنا قدرات استثمارية ضخمة، والرؤية تسعى لتجعلها مُحرِّكًا لاقتصاد بلادنا وموردًا إضافيًا، وطبعًا لن نهمل النفط، ولدينا صناعات تقوم عليه، وسنستمر في استخراجه ما وجدنا أسواقًا له وثمنًا عادلًا، وما ترسمه الرؤية لشركة أرامكو لتكون عملاقًا صناعيًا يعمل في أنحاء العالم هو باب يفتح على مستقبل صناعي لهذه البلاد ينقلها إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى، وفي نفس الوقت ترسم رؤيتنا للمستقبل أن نكون جيشًا قويًا نصنع على الأقل نصف احتياجاته العسكرية محليًا، وخطة تخفيف الإجراءات البيروقراطية الطويلة، وتوسيع الخدمات الإلكترونية، واعتماد الشفافية والمحاسبة الفورية، والتي يدعمها مركز يقيس أداء الجهات الحكومية، ويساعد في مساءلتها عن أي تقصير، كل هذا سيُوفِّر مناخًا مريحًا للاستثمار وللعمل الرائد في كافة المجالات، المهم تطبيق الرؤية بجدية، ومتابعة التطبيق، ونعلم أننا نعمل في محيط له معنا صلات وروابط في عمقنا العربي والإسلامي، والقوة الاستثمارية التي نملكها، وأهمية موقعنا الجغرافي، فكل هذا حقيقةً سيساعدنا على تحقيق رؤيتنا وتطبيقها في الواقع بكل الجدية الممكنة، إنا إذا سعينا فعلًا من خلال ما حبانا الله به من ثروات وموارد طبيعية وبشرية لتحقيق هذه الرؤية سنُحقِّق ولاشك لكل مواطن ما يتمناه في وطن نرجو أن يصبح أكثر أوطان الأمم ازدهارًا، وفي مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، وبالفرص المتاحة للجميع، وبالخدمات المتطورة في التوظيف والرعاية الصحية، والسكن والترفيه، فالخطة طموحة، ولنستعد أفرادًا وحكومة لإنجاح الرؤى والخطط، ليكون وطننا آمنًا في مستقبله.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: