التزوير يفسد العلاقات الدولية

الإعلام ركيزة أساسية في الأصل لمحاربة الفساد، فهو الذي يكشف شبكاته المتعددة والموبوءة بالشرور، ولكنه حينما ينحرف يصبح أحد أهم أدواته في هذا العالم، ومنذ تسرب الفساد إلى الإعلام، والعالم يعيش تحت سياط الفساد من كل لون، يقدمه الإعلام على أنه الوسيلة للتقدم، وهو في الحقيقة السبب الرئيسي لتدهور الحياة في المجتمعات الإنسانية، فالفساد المالي في الدول سيطر على كثير من مقومات النشاط الاقتصادي فيها، حتى آلت إلى جبال من مقوِّمات كل إصلاح تسعى إليه دول العالم، ففي العالم اليوم شركات كبرى في التجارة والصناعة بل والزراعة، تسرَّب إليها الفساد، ووجهها رؤوس فساد عالمية جعلت منها بؤراً للفساد، تطاول الزمن عليها، حتى إن العالم يكتشف يوماً بعد يوم، أنه لم يبقَ له من الأنشطة البريئة من الفساد إلا القليل النادر، أما تلك التي تغلغل إليها الفساد، فهي التي أصبحت تنتشر عبر دول العالم بسرعة، وتجد الحماية غالباً عبر دول العالم أيضاً، ولهذا فما جرى في الآونة الأخيرة في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي – يرحمه الله- من فسادٍ إعلامي عالمي تعدَّدت ألوانه، وسعت دول كثيرة لترويجه وحمايته، أظهر لدولنا الساعية للنمو والتقدم -من عرب وعجم لكنهم مسلمون جميعاً- أن الإصلاح لم يعد ممكناً في هذا العالم إلا عبر تضحية كبيرة، في البعد عن مسارب هذا الفساد، الذي لم يترك نشاطاً من الأنشطة البشرية؛ إلا ووجدت الطريق إليه.

اقرأوا صحف العالم، واستمعوا إلى إذاعاته وقنواته الفضائية، لتعلموا أن قضايا الفساد هي الشائعة، وأن قضايا الإصلاح كادت تختفي في كل أجزاء العالم، ولعل ما نلاحظه اليوم يدل على الفساد في كل أجزاء العالم، ويظهر أن هناك حرباً شرسة للقضاء على كل إصلاح يحاول التصدي لهذا الفساد والقضاء عليه، حتى إن كل مقاومة لهذا الفساد تفشل في كل مكان، وينتشر بسرعة البرق، حتى فقد الناس -في هذا العالم- الإيمان بأن الفساد يجب أن يختفي، وأن الإصلاح لابد وأن ينتشر، مما أدى إلى شيوع الفساد في هذا العالم، ويتوارى الإصلاح كلياً إلا ما ندر، وإذا أراد الناس أن تستقيم لهم الحياة، فعليهم التعاون التام في محاربة الفساد والمعاونة على الإصلاح في كل مكان.

معلومات التواصل:

ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: