المملكة التي تسعى لجعل هذا العالم آمناً

يوم أن بعث الله رسولاً اسمه أحمد إلى هذا العالم، وقد ادلهمَّت الظلمات فيه من كل جوانب الحياة، استطاع هو ومن آمن به صلى الله عليه وسلم من أهل الجزيرة العربية التي قلبها هذه المملكة التي أنعم الله عليها بدينه الإسلام، استطاعوا نشر هذا الدين حتى بلغ كل العالم المعمور حين ظهوره، وآمنت به كل الشعوب المتحضرة آنذاك، وكان منها الدعاة في جميع أقطار الأرض، وقامت إمبراطورية عظمى أقامت العدل في كل بقعة من العالم وصلتها دعوة الإسلام، ولم يستطع أحد أن يواجه هذا المد الإسلامي الطاهر أو يعارضه، فانتشرت دعوته وبلغ شتّى بقاع العالم، ومُلئت الدنيا عدلاً بعد أن مُلئت جوراً. ثم حاول العالم مرة بعد مرة أن يفكك الإمبراطورية الإسلامية فلم يستطع، حتى اهتدى لطريق الشيطان، فدسّ بين المسلمين من يفرِّقهم، فلما افترقوا وتعددت دولهم وحكامهم استطاع العدو الغربي المناهض للاسلام وهو من ظل يحارب المسلمين أكثر من مائتي سنة، لم يستطع أن ينتصر عليهم.. استطاع ذلك العدو أن يفرّق دولهم وأقاليمهم، ودخل اليهم عبر الفرقة فضم بعضهم إليه، وهكذا استطاعوا بأن لا يجعلوا بين المسلمين وحدة تجمعهم أبداً، فحاربوا كل وحدة يدعو إليها المسلمون وإن قلّت فكانت بين قطرين فقط، وبقيت هذه الدولة التي نشأت في قلب الجزيرة العربية على يد قائد فذ أراد بها تقرير وحدة بين أهم أجزاء الجزيرة في قلبها، وأهم ما تشمله الحجاز الذي ضم الحرمين الشريفين، والتي تجمع كلمة المسلمين لأنها الارض المقدسة التي يفتديها كل مسلم بدمه وروحه وماله، وهكذا نهض قلب الجزيرة العربية وهو قلب الإسلام وازدهر، وعادت الدولة الى الإسلام كما كانت من قبل، وضعف كل من عارضها، أو أراد أن يفتك بها، وأصبحت اليوم هي قلب العالم الإسلامي كله، إليها يحجون، وإلى ما يقوله قادتها يسمعون، ونهضت المملكة في الدعوة الى الإسلام في زمان كادت أن تختفي فيه، فعادت سوية قوية تنشر بين المسلمين الأمل في أن تكون لها وحدة أسُّها الاسلام، والتأمت الدول الإسلامية حولها.

وإننا لنرجو أن تبث الى دول الاسلام شعوراً بالنهضة الاسلامية الفارهة، التي تجعل للإسلام دولة عظمى يكون لها تأثير عبر العالم كله، ويلتف المسلمون حولها، وتستقي العدل والإنصاف من مبادئ هذا الدين القيم وأحكامه، ونرى للإسلام دولة قوية لا تظلم أحداً إنَّا لمنتظرون انبعاثها من بين حطام البشرية اليوم لتكون رائدة لوحدة اسلامية متماسكة قوية.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

لا حياة إلا بطاعة الله

الحياة في الدنيا لا يمكن أن تكون قوية إلا مع الطاعة، فالطاعة هي ما تجعل …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: