فشل الأمم المتحدة في القضاء على النزاعات الدولية

نشأت الأمم المتحدة لتكون وسيلة للقضاء على الخلافات والنزاعات الدولية وإشاعة الأمن بينها في هذا العالم، فالأمن والسلم غايةُ مهمةِ الأمم المتحدة، ولكن كل متابع لجهودها في هذا العالم يدرك أنه منذ نشأتها وحتى اليوم لم تستطع أن تقوم بهذه المهمة، بل لعلها فشلت فيها فشلاً ذريعاً، بل لعلها أيضاً أشاعت الخلافات بين الدول وزادت انتشارها. فدوماً لا توفَّق في تعيين الشخصيات القادرة على أن تكون وسيطة مهمة بين المتنازعين، فتتميز بالحياد وتستطيع الوصول بين المتنازعين الى تقارب يزيل الاختلاف، بل لعل هؤلاء يزيدون الخلاف اشتعالاً، بسبب عدم حيادهم، وعدم امتلاكهم للقدرات التي تعينهم على أن يقوموا بالمهمة بأكبر قدرة على النجاح، وهكذا لو راجعنا خريطة العالم لوجدنا أن جميع ما تولت الأمم المتحدة الوساطة في حله بين دول العالم المختلفة لم تنجح فيه فمضى الوقت والعالم تزيد الاختلافات بين دوله، حتى ظن بعض المتابعين لحركة الأمم المتحدة في هذا المجال أنها تسعى بجدية لزيادة الخلافات بين دول العالم!!، خاصة أن من تعيِّنهم كوسطاء هم من دول العالم التي تعاني من هذه الاختلافات، فيقفون بين الدول موقفاً يزيد الاختلاف ولا ينهيه كما تريد الأمم المتحدة إن كانت رسمت ذلك في حركتها.

وهذا الفشل يزيد في مجالات ما فشلت فيه الأمم المتحدة في عملها وعبر حركتها في هذا العالم الفسيح، فالحقيقة أن الأمم المتحدة لم تُعِد قط خطة ناجحة لرسم تفاصيل لحل مشكلات الدول ونجحت، فهي ما تدخلت بين دولة وأخرى إلا وزادت ما بينهما من خلافات في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مع سوء تعييناتها للعاملين فيها من موظفين.

وهي بحاجة ماسة لأن تصلح هياكلها الإدارية والسياسية ومن تعيِّنهم في وظائفها وهو ما نرجو أن يتم بمساعدة دول العالم كلها.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: