لعل حديثي دوماً عن المكيين لا يعرف الكثيرين أن مصدره حب عميق لهذه الأرض المقدسة التي جعلها الله موطناً لبيته وآخر رسالاته إلى الأرض، وما تمتع به أهلها في الغالب من أخلاق فاضلة، وحب لخلق الله وتمنى منهم لهم بما سعدوا به جيران بيت الله، ومن هذا الجوار ففضل الله على بعض عباده عطاء لا ينقطع، يطهرهم به ويقربهم إليه، وكم من شخصية مكية رأيت فيها هذا العطاء الرباني فأحببتها، ومنهم الرجل الحبيب معالي السيد أمين بن عقيل عطاس، الذي جمع الله له الانتساب إلى العترة الطيبة آل بيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والجوار بقرب البيت الحرام، الذي قضى العمر كله بقربه، يعمل لخدمة أهل هذه المدينة التي هي أطهر بقاع الأرض الذي يكتسب منها المحب لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم – سماحة لا تفارقه وحسن تعامل مع الخلق يراه واجباً، فما أوتي إنسان الخلق المتبع فيه لسيد الخلق المصطفى صلى الله عليه وسلم – إلاّ واكتسب محبة الخلق، وحبيبنا الشيخ أمين بن عقيل عطاس هو ممن اكتسب بجواره ونسبه وعلمه ذروة الأخلاق الفاضلة والرأفة بالخلق وقضى حياته كلها في مساعدة إخوانه في مكةالمكرمة، واشتغل دوماً بما يعود عليهم بالخير، واتصلت كل مناصبه الوظيفية والرسمية بذلك، فهو الذي كان مديراً عاماً لمصلحة الزكاة والدخل، وأموالها تعود للفقراء، وهو الوكيل لوزارة الحج والأوقاف لشؤون الأوقاف، والأوقاف إنما يكون ريعها في الغالب للفقراء، وحينما عمل عضواً لمجلس إدارة التأمينات الاجتماعية، فإنما هو في الغالب للحفاظ على حقوق الطبقة الأدنى من العاملين من أبناء الوطن والوافدين، وعمله بالرابطة إنما هو في سياق دعمه للأنشطة الإسلامية، وكذا عضوية مجلس أمناء المراكز الاسلامي الافريقي بالخرطوم، وهو نائب رئيس نظام مدارس الفلاح التي تمثل أول تعليم نظامي في هذه البلاد، وأما علمه الخيري فمتعدد متمدد لا يرى جهة خيرية إلا دعمها فهو من مؤسسي الجمعية الخيرية بمكة وهو اليوم رئيس مجلس إدارتها وهو عضو مجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن بمكة ورئيس مجلس ادارتها، وتجده في كل عمل خيري هو السباق إليه، عرفته مكة رجلاً من رجالاتها العظام مساهم في كل مجال يعود عليها بالخير، ولن استطيع أن أوفيه حقه حتى ولو حرصت.
الوسومأمين عطاس شخصية فريدة مكية
شاهد أيضاً
خطأ الزعم أن الدين لا علم فيه
من الأخطاء التي يراد إقناع الناس بها في هذا العصر: أن الدين لا علم فيه، …