الثلاثاء , 3 - ديسمبر - 2024

الصراع الديني بين الحقيقة والوهم

تثار اليوم أسئلة حادة لا تجد لها عند الكثيرين إجابة حاسمة, منها: هل يسير مجتمعنا في المملكة إلى مرحلة صراع ديني, طرفاه مؤمنون وملحدون, مطيعون لله والرسول- صلى الله عليه وسلم- وعصاة لهم مخالفون للدين, مصرحون بالعداوة له ولأهله, وللإجابة على هذا السؤال وأمثاله, دعوني أولا أطرح مسلمة من خلال أدلة من السنة النبوية, لا يرقى إليها شك أبداً, وفقد أنبأنا سيدنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه لا يخشى علينا في هذه الجزيرة العربية بعد أن منّ الله علينا بالإسلام أن نعود إلى الشرك فهو يقول: [إني لا أخشى عليكم أن تشركوا بعدي, ولكن أخشى عليكم ان تنافسوا فيها كما تنافس من قبلكم فتهلكم كما أهلكتهم]. وفيه إعجاز أثبته الواقع فما ظهر في أرض الجزيرة شرك كشرك الجاهلية أبداً, منذ أن وحد الله أرضها بالإسلام, وأما التنافس في الدنيا فله صور لا حصر لها, وفي الحديث الآخر الصحيح تأييد لهذه الحقيقة حيث يقول صلى الله عليه وسلم: [إن الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب, ولكن في التحريش بينهم], والحديث يتحدث عن واقع قد جرب, فما ظهر في جزيرتنا العربية منذ عمها الإسلام وثن يعبد, ولم يدعُ لمثل هذا أحد قط, وأما التحريش بين العرب فقد وقع في مراحل من التاريخ, حمل السلاح فيها بعض العرب على بعضهم الآخر, وهم جميعاً مسلمون, ولا تزال الجزيرة حتى يوم الناس هذا, وحتى تقوم الساعة مسلمة لا يعبد فيها سوى الله عز وجل, ويستحيل أن ينتشر فيها بإذن الله دين سوى دين الإسلام, وفي الحديث الصحيح أيضاً: (إن الإيمان ليأزر إلى المدينة كما تأزر الحية إلى جحرها) ومكة والمدينة قلب الجزيرة العربية النابض, وسيظل الإيمان بهذا الدين فيهما حتى تقول الساعة, فعلى هذه الأرض, التي اختارها الله لتكون موطن آخر رسالاته إلى الأرض, لن يحدث بالصورة التي حدث بها في بلدان عربية أخرى, وإن ظهر منه شيء فلا بد أن يزول سريعاً, لأن الله الذي ختم الرسالات الإلاهية إلى البشر برسالة سيدنا محمد بن عبدالله النبي العربي, وهي الرسالة الخالدة الباقية حتى تقوم الساعة, فلن يظهر في محضنها كفر أبدا, سيظل أهل الجزيرة مسلمون حتى تقوم الساعة بإذن الله وقدرته, والحديث الممل اليوم, الذي تتسع مساحته في الصحف وعبر القنوات الفضائية التي لم نعد نستطيع حصرها, والتي جلها تدعي أنها دينية, ويعارض بعضها بعضاً ويتابع الناس على شاشاتها فاحش القول من لعن وسب وشتم, والتي أخذت تبشر على ألسنة بعض من ينتسبون إلى وطننا, بأن في بلادنا صراع حاد بين إيمان وإلحاد إنما هو وهم, يريد به الشيطان أن يحرش بيننا, ولست بهذا أنفي ألا يحدث من الأفراد إلحاد أو ردة عن الدين, ولكنهم حتماً لن يمثلوا ظاهرة في هذا الوطن الذي حوى مقدسات الاسلام, وإيمان المجموع وتمسكهم بهذا الدين سيرد هؤلاء الشواذ إلى الدين, فلن يستطيعوا البقاء في شذوذاتهم بين الواثقين بربهم ودينهم, ومن سيصر على ردته فالله عز وجل قد كفانا شره, فما ارتد أحد عن هذا الدين, إلا ونفى نفسه بنفسه خارج هذه الأرض التي ارتضاها الله منطلقاً هذا الدين, فيها نزل ومنها انتشر, فهذا الصراع الخفي, الذي يحركه من ضعف إيمانهم, وسعوا جاهدين إلى إيجاد صدام بين أبناء الوطن باسم الدين, بمسميات مختلفة, لغاية واحدة لا تتغير لإشاعة فتن بين أبناء هذا الوطن حتى يوهنوا قوانا ويشتتوا شملنا, ولكنهم بحمد الله وفضله لم ينجحوا قط, أعثر الله خطاهم وأركسهم ولن ينجحوا بإذن الله مستقبلا, فلنواجهم معاً فهم حتماً زائلون فهل نحن مدركون لهذا هو ما أرجو والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: