للأسف بدأ منذ زمن، ومنذ اتصال الغرب بالشرق، أن سعى الغرب للتأثير في من درسوا في جامعاته، ومن أحبوا حياته من أبناء العالم الإسلامي، بأن ينشر التشكيك في علم الدين ومصادر أحكامه، وشاع بين هؤلاء ألوان من الإنكار لأحكام الدين والتشكيك في علومه ومصادره، على صفحات الصحف وفي البحوث المنشورة وفي الإعلام بكل صوره، حتى شاع بين هؤلاء إنكار السنة النبوية والتشكيك في صحتها، وأصبحنا اليوم نسمع الذم لخيرة علماء الأمة المتخصصين فيها ممن لم يطلع عليها ولم يدرسها بل لم يتعرف عليها أصلاً.
واليوم تجد من هؤلاء المشككين والمنكرين لمصادر الأدلة الشرعية مَنْ قد هُيئت لهم الأسباب أن يشيعوا آراءهم عبر وسائل الإعلام الغربية، يشيعون عبرها أفكارهم المقوِّضة -في ما يظنون- لأحكام الدين وعلومه ومصادرها، حتى وكأن بعض تلك المصادر إنما أنشئت من أجل الدين، واليقين أن هذا لن يؤثر في الدين ومصادره، فهو أقوى من أن يهتز بمثل ذلك، لا أن يشك معتنقوه في مصادره وأصوله. يدل على ذلك كثرة من يردون على التشكيك أو الإنكار، بل وينشرون ما يثبت الإسلام وأصوله، بل رأيناه ينتشر مع شيوع كل ذلك في المجتمعات الغربية وهي بحمد الله ظاهرة قوية، وقد استطاع الإسلام أن يحتل مساحات ليست بالقليلة بالغرب، ورأينا من أهله من شهروا إسلامهم ودعوا إليه وأشاعوه في مجتمعاتهم، ومهما حاول أحد محاربة هذا الدين الحنيف منذ ظهر وحتى اليوم إلا وزاده ذلك انتشاراً وإيماناً به، ولكنَّ الجاهلين الحاقدين لا يفقهون، فالمتولي حفظه حتى تقوم الساعة هو رب العزة والجلال، ونصرُ الله خير مما يتصور الجاهل أنه يستطيع التأثير فيه وإضعافه.
هكذا هذا الدين وسيظل باقياً وقوياً حتى قيام الساعة بإذن الله.