إن العراق منذ سقوط الحكم السابق فيه على عهد صدام حسين، والذي امتد ظلمه لمواطني العراق جميعاً بكل طوائفه وسكانه، حيث كانوا يعاني أشد المعاناة، يعلم ذلك أهله، ويشعرون بأن معاناتهم تطول حتى بعد زواله، حتى جاءت الأزمة الأخيرة، عبر التظاهرات الشعبية المطلبية، بعد إحساسهم بأنهم حُرموا من ثروة وطنهم، وامتد الفساد إلى كثير من مناطق العراق، وكاد الناس جميعاً يشعرون بأن هذا الفساد كاد أن يقضي على هذا الشعب الطيب، والفاسدون يفتكون بمدخراته ويبددون أمواله، وهو البلد الغني بمصادره الطبيعية والبشرية، وقد صبر هذا الشعب العريق منذ احتلال وطنه من قِبَل الولايات المتحدة الأمريكية وحتى اليوم، ذلك أن الحكم الجديد ظهر وكأنه ينتقم منهم، بعد أن سقط حاكمهم الظالم، ولم يَعُد للعراقي أمل في أن يسود العدل بين كافة طوائفه، وأن تتوفر من أمواله ما يسد حاجات أهله، ويزيد الظلم منذ تمكَّنت إيران من مفاصل الدولة العراقية في جميع المجالات، وإمعانها في ظلم شعبٍ؛ ما أساء إليها قط. وإذا كانت علاقة حاكم العراق السابق سيئة بإيران، وخاض حرباً ضدها دامت ثماني سنوات، إلا أن الشعب بكافة طوائفه لا علاقة له بما جرى بين حاكم العراق السابق وبين إحدى طوائفه، ذلك أن الجميع يدرك أن الظلم الواقع على شعب العراق لم تنجُ منه طائفة من طوائفه المتعددة والمتنوعة، والتي زادت آلامها بعد سقوط حكم صدام، ولم يكن لهم منه ناصر أبداً، وتحكمت فيهم إيران تنتقم منهم جميعاً، وليس لهم ذنب سوى أنها تشعر أن الانتقام منهم، يعدُّ انتقاماً من حاكمه السابق، وهو الأمر الذي لم يكن حقيقياً أبداً. وهذه المظاهرات المطلبية تتطوَّر يوماً بعد يوم، لتكون حرباً شعواء على شعب العراق، تقوم بها إيران عبر ميليشيات لها بثتها في العراق، وفي أقطار الجوار، وكأن العراقيين أعداء لإيران، ومَن يُتابع ما يجري اليوم على أرض العراق يشعر وكأن هناك جيشاً يُقاتِل هذا الشعب بكل طوائفه، سنة وشيعة وأكراداً… وغيرهم، وكأن هذا التنوع سبب للدمار، لا ميزة لوطن كالعراق.
الوسومأرض أشد أعداء إيران احتلال الأزمة الجديد الجميع الحكم الدولة الظلم العدل العراق الفساد المتحدة المظاهرات الناس الواقع الولايات اليوم حكم سبب سنة صبر ظلم
شاهد أيضاً
العالم الأول الذي افترى على الأمم!!
عشنا زمناً ونحن نتحدث عن السياسة والمتقدمين في ممارستها، حتى نعتنا دولاً بأنها العالم الأول، …