لا أشك لحظة في أن الزمن الذي نعيشه اليوم زمن تزدحم فيه الأحداث في بلادنا ومن حولها وفي العالم كله، يحتاج إلى إعلام قوي لا يخاطب الداخل فقط، بل ويخاطب الخارج أكثر، ومن هذا الخارج عالمنا العربي، الذي فيه للأسف من لا يرى في هذا العالم من يستحق أن تنتقد أوضاعه سوانا، رغم أن أوضاعه تستحق من النقد أوجعه، منهم من تشتعل صدورهم حسداً لنا، رغم أنهم نالوا من بلادنا الخير الكثير الذي يتمتعون به اليوم، ثم ينسى أحدهم أنه ما ارتفع من حضيض العيش إلا عندما عمل في بلادنا أو ناله الخير من عطايانا، نحن نحتاج إلى إعلام قوي كحاجتنا تماماً إلى جيشٍ قوي مدعم بأحدث المعدات والأسلحة، لنحمي هذا الوطن، الذي في حمايته حماية لجميع المسلمين، الذين يأتون كل عام إليه لإتمام دينهم، بالإتيان بركنه الخامس «الحج»، والناس عبر العصور فيهم ولا شك الحسد، ولكن الظلم ظلمات، ومن لا يعجبه أوضاعنا فليس مدعوّاً أن يعيشها، ومن عاش بيننا ثم حمل لنا عداء فلسنا في حاجة إليه، ونتركه لنفسه يوم يفقد ما جمعه من بلادنا. إن الحاجة إلى إعلام قوي يخاطب الخارج كله ولا يستثني منه أحداً يبين للناس حقائق أوضاعنا وما نحن مقدمون عليه من تغيير مستحق في بلادنا للنهوض بها إلى مصاف الأمم الحية، وما تتخذه حكومتنا من قرارات كبيرة من أجل ذلك، دون أن نُهدِّد أحداً، وإنما يصدر عن دولتنا ما هو من حقوقها، فإذا أغضب هذا غيرنا ولم يمسه سوء منا رددنا عليه بحكمة، وأنرنا بصيرته بأن ما اتخذ من مواقف قد أخطأ فيها، فإذا اضطررنا مثلاً لحربٍ لحزبٍ في لبنان تخصص في عداء لنا منذ اللحظة الأولى التي نشأ فيها، ودون سبب معقول لهذا العداء، وعداؤه لنا تطور إلى أن يفبرك عنا أخباراً ويعادينا على نتائجها، هو من اخترعها كما اخترع العداء لنا بلا سبب، ونحن حتماً لا نريد حرباً في لبنان العربية التي معظم شعبها أشقاء وأصدقاء لنا، ولكننا لم نعد نستطيع الصمت على عداءٍ ينتج عنه عدوان على أرضنا من إرهابيين يُغذِّيهم حقد هذا الحزب وإيران الداعمة له، ولا بد لنا أن نواجه ذلك حتى يكف العدوان علينا، حتى يفهم الآخرون أن العدوان علينا سيفقدهم الكثير والكثير جداً، وعلى إعلامنا أن يُغيِّر من سلوكه تجاه الأعداء، وهو ما نرجو، والله ولي التوفيق.