طالبت الأخت بدرية البشر في مقالها السبت 16-12-1432ه في جريدة الحياة من الأخوة الصحويين أن يعتبروها بدرية الغنوشي، بعد أن رأتهم يوافقون منشئ حزب النهضة في تونس الأستاذ راشد الغنوشي، الذي قال: إنّ المشروع الثقافي ليس من أولويتنا، بل أولوياتنا المشروع الاقتصادي والسياسي،
وهو محاربة الفساد ونهب الثروات، وفتح باب الاستثمار، وتنمية الاقتصاد، وتوفير فرص العمل، وحماية ممارسة الشعائر والمظاهر الدينية للجميع، وقال عبر سيدة لم تكن محجبة اختارها متحدثة باسم حزبه: إنهم سيحترمون مكتسبات المرأة التونسية بما فيها مدونة الأسرة التي تساوي الحقوق بين الرجل والمرأة تماماً في المنزل وفي القانون.. إلى آخر ما صرح به وهو كثير يصب في مصلحة إقامة دولة مدنية يوجهها دستور ويحكمها قانون، وليست حتماً دولة دينية، وقالت: إنها كانت تظن أنها وحدها التي احترمت هذا الكلام.. لأنه كلام جميل ومعقول، ولكنها اكتشفت أيضاً أن شيوخاً ودعاة وطلبة علم شرعي يهللون مثلها لراشد الغنوشي، ويصفقون له.. رغم أنهم قبل ذلك كانوا يرجمون بحجر كل من يقول ربع ما قاله الشيخ الغنوشي، بل لعلهم لا يرون له عقاباً أقل من سحق الجمجمة، فكيف قبلوا منه ولم يقبلوا من إخوانهم الذين لهم مطالب أقل من ذلك كثيراً وإذا قورنت بما يريده الغنوشي كانت كالتخفيضات الموسمية، وتقول: لماذا أصبحت عندنا المطالبة بحقوق المرأة، ورفع الوصاية عنها، ورفض معاملتها كمواطن من الدرجة الثانية، والمطالبة بدخولها دوائر الترشيخ والانتخاب .. كل ذلك يعتبر كفراً وشذوذاً عن الحق، بينما الحفاظ على حق التونسية في مدونة الأحوال الشخصية وحرية الحجاب فعل مقبول عند هؤلاء وفي باب اتقوا الله ما استطعتم ولماذا كل مطالبنا المعقولة كانت سبباً في تصنيفنا بالعلمانيين والليبراليين وتصنيفات أخرى ما أنزل بها من سلطان، بل وقد يبلغ الأمر حد التكفير، وأقول للأخت بدرية إن الأمر لا يحتاج أن تدعي بدرية الغنوشي ليقبلوا منها، فالقضية ليست دينية، وإنما هي عصبية لتيار وحزب، فليس كل من نعت بالإسلام داع إلى الدين، وهو ينتمي إلى حزب يؤيده إن أصاب أو أخطأ ، وعينه على السلطة ليصل إليها ويتربع على كراسيها للتمتع بثمار هذا، ولا يهمه حينئذ أن الإسلام طُبق أم لا، حفظ الله لنا ديننا وأعزنا به، ودفع عنا شر المتحزبين إنه سميع مجيب.