إنهم يصنعون لهم ديناً جديداً

تحدَّث محمد شحرور في كتابه المعنون: (نحو أصول جديدة للفقه الإسلامي)، عن فقه المرأة: الوصية، الإرث، القوامة، التعددية، اللباس. وفي بداية الكتاب، ظهر له أن هذيانه لابد أن يُوقعه في التناقض بين ما سجّله هنا وما سجّله هناك، لأنه لا يعتمد على علمٍ ولا مصادر علمية للدين، وإنما يخوض في موضوعات فلسفية ومادية، حسب نشأته ضمن جماعة لا تُؤمن إلا بالمادة، لهذا حرص في كتابه هذا على أن يشرح للناس فكرة مادية عن الكينونة والسيرورة والصيرورة في المجتمعات الإنسانية، ويقضي بها على كل علوم الدين هكذا بجهلٍ يجعل أن وصف (موجود) اسمًا من أسماء الله الحسنى، سجل في البداية هذا التنويه الذي يقول: أودُّ أن ألفت نظر القارئ الكريم إلى أن كل ما ورد في كتبنا الثلاثة السابقة: (الكتاب والقرآن – قراءة معاصرة)، و(دراسات إسلامية معاصرة في الدولة والمجتمع)، و(الإسلام والإيمان في منظومة القيم)، يُخالف في بعض المواضيع لما ورد في هذا الكتاب حيثُ تم تصويبه، فمنهجنا نفي الخلل في حدِّ ذاته، بدون محاباة أو عواطف، ولا أدري، وليس في هذه الكتب من علم الدين شيء أبدًا، ولا دراسة حقيقية له أصلًا.

مَن سيُحابي أو يتعاطف مع شحرور بهذا التغيير المستمر للأفكار لأنها من بنات أفكاره، ولا يعود فيها إلى أي مصدر علمي في الإسلام، وهي محشوة بهدميات لا تنتهي، لكل ما جاء به هذا الدين الحنيف، وقد أنكر السنة كلها، حيث يقول: (أما الاستعانة بأفعال الرسول وأقواله، والتأسِّي الحَسَن بما كان يقول ويفعل، فهو في أنه تعامل مع التنزيل الحكيم من خلال السيرورة والصيرورة التاريخية البحتة للعرب في شبه جزيرتهم، أي في حدود التاريخ والجغرافيا، ضمن مستواهم الاجتماعي والمعرفي، وضمن الإشكاليات المطروحة أمامه، بحيث أسَّس دولة مركزية، وحقق قفزة نوعية، أي أنه كان المرآة الصادقة الأولى لتفاعل التنزيل ككينونة في ذاته مع حقبة تاريخية زمنية معينة، ومجتمع معين قائم على أرض الواقع الإنساني الموضوعي المباشر)، إلى أن يقول: (بأن استنباط الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام يكون من التنزيل حصرًا، لا من أقوال الرسول الأعظم، لأن هذا ليس من مهماته كرسول بالأصل، ولا من أقوال معاصرة للبعثة النبوية، ذلك أنه في نظره أن اهتمام علماء الإسلام بجمع الأحاديث النبوية التي تشكل ما يسمونه بالسنة القولية، صرف الناس -كما يزعم- عن قراءة التنزيل الحكيم، وإلى قراءة تفاسيره المأثورة والموروثة)، ويقول أيضًا: (ومن هنا نفهم أخيرًا كيف وصلنا أن السنة وحي ثان)، ونَسِيَ العابث بأحكام الدين ومقاصده أن الله تعالى يقول عن رسوله -صلى الله عليه وسلم- (وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يُوحَى عَلّمه شديد القوى).

About عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

Check Also

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: