إيران.. لابد أن تُغيِّر سلوكها

منطقتنا العربية في الشرق الأوسط، الذي تهتم به دول الغرب مجتمعة، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لن تهدأ أو تستقر أحوالها وتتطوَّر، كما يرجو سكانها والعالم، إلا إذا أُجبِرَت دولة إيران الشاذة على تغيير سلوكها الحالي، والذي يجعلها تتوهَّم أنها يجب أن تُسيطر بنفوذها على كل المنطقة، وهي لا تمتلك من أدوات ذلك شيئاً يُذكر، بل حلماً يراودها منذ زمنٍ طويل، ولم تفلح قط في تحقيقه، سواء في زمنها الامبراطوري، أو زمنها الثوري الديني، وهي في الدورين جنت على نفسها، ولم تُحقِّق ما تسعى إليه، ولكنها أصبحت اليوم الدولة المشاغبة، التي تفرض على منطقتنا العربية عدم الاستقرار بأفعالها، والتي هي مُدمِّرة لها ولاشك، فنحن نراها اليوم -وقد تعرَّضت لعقوباتٍ أمريكية- تعاني أشد المعاناة، خاصة وأن سياستها أدت إلى فقرها الاقتصادي، رغم أنها تمتلك موارد وثروات كبيرة، تهدرها فيما لا يعود عليها أو على شعبها بنفعٍ أبداً، حتى أصبح شعبها لا يحتمل ما أدت إليه سياستها الكارثية من فقرٍ أرهقه، ومع كل هذا، فالدولة لا تعرف طريقاً إلى أن تُوفِّر لشعبها اليوم ضروريات الحياة، وبالتالي يشعر الشعب الإيراني يوماً بعد يوم أن سياسة حُكَّامها قبل أن تكون ضد غيرهم، فهي بالدرجة الأولى ضدهم، والإسلام الذي تدِّعي إيران الانتساب إليه، يُوفِّر للمنتمين إليه العدل والمساواة في الأوطان، ولكن الإيرانيين محرومون من ذلك، رغم ادّعاء دولتهم أنها المسلمة، وأنها الأولى بأن تُمثِّل العالم الإسلامي، فسياستها بعيدة كل البعد عن الإسلام، وما يُحقِّقه لكل منتمٍ إليه، فهم الذين يُعانون فقط رغم إسلامهم، ولكن حكومتهم لا تلتزم بالإسلام، فغاب عنهم العدل، ولم تستطع أن تجلب لبلادهم ما ترتقي به بين دول العالم، بل كلما زاد حكمها لإيران أدَّى ذلك إلى تخلفها وتدهور أوضاعها، فلابد إذن أن تُجبَر إيران على تغيير سياستها، لينعم شعبها بالعدل والمساواة، ولترتاح شعوب إيران المختلفة من المظالم التي لا مثيل لها في العالم، ولتستطيع أن تعيش في منطقتنا عبر علاقات متوازنة، بعيدة عن السلوك الاستفزازي الذي لا يُحقِّق لها ولا لشعبها شيئاً سوى التعاسة، التي نراها أضحت هي التي يشكو منها الإيرانيون، ولعلَّها تستدرك من أمرها ما جلب لها التعاسة.

About عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

Check Also

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: