لم ار دولة كإيران لها مع كل محيطها وجوارها العربي كل هذه المشاكل، هي دولة مسلمة، وكل دول جوارها القريب دول مسلمة، ولكن لها مع كل دولة تجاورها من هذه الدول جملة مشاكل، ومشاكلها معهم تعود الى زمن بعيد فايران الشاه كانت اطماعها في دول كالعراق ثم دول الخليج كانت معروفة، وكانت سبباً لتثور بينها وبينهم الكثير من المشكلات، وارض عربية احتلتها رغم انها كانت امارة عربية مستقلة هي “الاحواز” ولا تزال تعاني منذ احتلالها لها الكثير من الوان القمع والاضطهاد، وايران الخمينية بدأت علاقتها منذ البداية مع دول الجوار بما اسمته تصدير الثورة، وايران اليوم تسعى الى هيمنة على كل دول الجوار، عن طريق تدخلات فيها عبر تحريض لبعض سكانها عليها، ومد من يتصورون ان فكراً طائفياً سيسود منطقتنا العربية، وتجد به دولة كإيران موطأ قدم لها فيها، بكل انواع الاسلحة والمعونات المادية المختلفة في العراق ولبنان واليمن والبحرين، وهو تصور خاطئ ذلك ان اخواننا الشيعة في دولنا خاصة الخليجية منها هم جزء من نسيجها الوطني، ولا يمكنهم ان يكونوا شيئا غير هذا، ومرت القرون وهم جزء اصيل من نسيج سكان هذه البلاد، ولن يفضلون شيئا غيرها، هم بعض من كل، ولا يمكنهم ان يعادوا مواطنيهم من اجل دولة خلافها مع دولهم سياسي تبنيه ايران على اسس طائفية، واخرى قومية شعوبية لها امتداد في التاريخ القديم منذ قيام الدولة العربية المسلمة في الجزيرة ثم امتدادها خارج الجزيرة، وكان اول المناوئين لها هم من امنوا بالقومية الفارسية في مواطن الفرس خاصة ايران، وظلت الشعوبية الفارسية تظهر بين الحين والآخر تناهض دولة العرب المسلمة، وتحاول هدمها ولا تنجح، لان الفرس انفسهم قد آمنوا بهذا الدين الحنيف سواء كانوا سنة وهي الغالب على الفرس، ام شيعة وهم الاقلية حتى اليوم في ايران، فايران الحاضر مكونة من شعوب مختلفة منها الكردي السني، والاذربيجاني والفرس السنة، وغير ذلك ممن يعرف فسيفساء الدولة الايرانية القائمة اليوم، ولو ارادت دول الجوار ان تثير لايران مشاكل لتواصلت مع تلك الشعوب التي تختلف عن ايران الفارسية الشيعية وان تمدهم بمثل ما تمد ايران بعض من يظنون من سكان دول الجوار العربي من القلة من اخواننا الشيعة انهم يعادون دولتهم، الذين تنفر الغالبية منهم المسلك الايراني، ويتمسكون بالبقاء ضمن نسيجهم الوطني، لعرفت ايران القلاقل اليومية ولم تستطع ان تهدأ يوماً واحداً، ولكن جوارها العربي كله دول حديثة ألغت في قاموسها ما يسمى الطائفية، واعتمدت الحل المدني الذي يصهر المواطنين في بوتقة واحدة كلهم مواطنون مع اختلاف اديانهم وطوائفهم ولغاتهم، ويبقون في دولة واحدة لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، والعصر الذي نعيش فيه عصر لا مكان فيه للطائفية وان تصور البعض انه يمنكن ان يحييها مرة اخرى في هذه المنطقة وسوف تجتمع كلمة دولها على حرب مستمرة للارهاب والطائفية لتبقى دولها مدنية يحيا فيها الجميع امنين.
ولا اظن ايران ستنجح فيما تقوم به وما يصرح به مسؤولوها من ان تصبح المنطقة تحت سيطرتهم، فقد استطاعوا في حين غفلة ان يدخلوا لبنان عن طريق حزب الله ليصبح في سنوات معدودة دولة فاشلة، وهم في العراق حولوها كينونات طائفية متحاربة، وهي الاخرى دولة تعيش فوضى عارمة، وتدخلوا من قبل في افغانستان ولم ينجحوا، وهم اليوم يلقون الضربات تلو الضربات في اليمن، وسينتهي بهم الامر دولة لا حلفاء لها في منطقتنا، ومهما حاولت ان تجد حلفاء خارج منطقتها فلن يغنوا عنها شيئا، فهلا مدت يدها الى كل دول الجوار للتصالح معهم على تحقيق المصالح المشتركة ودفع المفاسد التي يمكنها ان تصيب الجميع ذلك ما نرجو والله ولي التوفيق.