الثلاثاء , 3 - ديسمبر - 2024

إيران ومواقف كاذبة

إن من لا يملك من القوة شيئاً يجعل خصومه يخشونه فيوافقون على ما يطلب، فإنه ولا شك يفتعل قوة لا يمتلكها، ويستهين بخصمه ويظن أنه لا يعلم أنه لا يمتلكها، وهذه ولا شك حال ايران في تعنتها في قبول شروط الولايات المتحدة الأمريكية، ولا أحد في هذا العالم يظن أن إيران فقط تقاوم ما دام الأمر لم يصل بعد الى المجال الذي لا تنفع فيه مقاومة بلا سلاح مماثل، وهي تعلم ألا أحد في هذا العالم لا يوازن حقا بين قوتين، الظاهر لكل عاقل أنها تميل الى جانب الولايات المتحدة، ولا تتوافر لإيران أصلاً لا في حال السلم ولا في حال الحرب، فتلك ظاهرة كظهور الشمس في رابعة النهار، ولا يجهلها أحد في إيران أبداً. وليس إيران في الحقيقة من تستطيع أن تجعل الولايات المتحدة تخضع لرأيها لا في مسيرة السلم ولا مسيرة الحرب معاً، أما ميزان الحرب فلا شك أن أحداً حتى ممن يجهل ميزان الحروب يظن أن إيران قد تتفوق على الولايات المتحدة في هذا المجال أبداً، وهي قد سبق لها أن هُزمت أمام العراق في حربها معه، وجعلت الهزيمة قادتَها يتجرعون السم عندما وافقوا على إيقاف الحرب وهم منهزمون، وتجرعوا مرارة الهزيمة، وسعوا إلى إبرام صلح مع العراق، وإنهاء الحرب عبر هزيمة منكرة قدرها خبراء الحروب، وعلموا ضعف إيران في مواجهة العراق.

وليس بين العراق والولايات المتحدة ميزان يقرب بين العراق والولايات المتحدة أبداً، فالبون بينهما شاسع، فالقوة في جانب الولايات المتحدة هي التي قضت على قوة صدام حسين المدَّعاة، ومزقت جيشه إرباً لم يجتمع بعدها أبداً، ولكن إيران تستخدم من الأساليب القديمة في الأمم الماضية بعضها، ثم الإحساس بقوة ماضٍ قد اندثر منذ زمان طويل حين كانت ايران امبراطورية في مجاهل التاريخ، ثم الإحساس بقوة كاذبة أن العالم سيدرأ عنها حرباً مدمرة إن لم تمتثل لمطالب الخصم، فعقلية إمبراطورية الفرس قد زالت مع زوالها ولا يمكن بناؤها من جديد، وعلى إيران أن تتجرع السم كما تجرعته في نموذج حرب العراق، وتعترف بالهزيمة سريعاً خير لها من أن تدمّر حياة شعبها، ذلك الشعب الذي طال ما يعانيه في هذا الوضع المزري مع حصار تام لحكومته، آثاره كلها هو من يشعر بها لا حكومته المؤجل شعورها به الى مرحلة السقوط التام، وهو في وضع هكذا يقترب كثيراً ويراه العالم أجمع ولا يغيب الا عن مخيلة الملالي في حكومته فقط.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

لا حياة إلا بطاعة الله

الحياة في الدنيا لا يمكن أن تكون قوية إلا مع الطاعة، فالطاعة هي ما تجعل …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: