يظن بعض الناس أن الكذب هو صفة السياسيين، وهو ليس كذلك، فالسياسي المؤمن لا يمكن أن يكون كاذباً، ولا يتعمَّد الكذب، إنما الكذب صفة قوم آخرين، فالكذب معصية من الكبائر، المُصرّ على استعمالها يفقد من إيمانه بقدر إصراره عليها، ومن أصرَّ على استعمالها مهما كان الدافع إليه؛ هو ولاشك يزوّد سجله بأقبح المعاصي، التي هي من صفات المنافقين، الذين يظهرون غير ما يُبطنون، يظهرون الإيمان ويُبطنون الكفر، وهي لمن في الآخرة مرتبته أدنى المراتب، فعذابهم عند ربهم عظيم جداً، فالله يقول: (إنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)، وفي القرآن الكريم من صفاتهم ومواقفهم ما يجعل القلب المؤمن ينفر منهم، فالله أمر بالإعراض عنهم فقال: (أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا)، وفي الحديث الذي ورد في الصحيحين قوله صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان)، وفي الصحيحين زيادة رواها سيدنا عبدالله بن عمرو بن العاص: (وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر)، وهذه الصفات وللأسف اليوم تظهر عند كثيرين، ومنهم مَن يدّعون أنهم دعاة إلى الدين، بل ويقصرونه على جماعتهم كالإخوان، وهي في سلوكهم ظاهرة، خاصة في كذبهم الذي أصبح دالاً عليهم، وهكذا تراهم اليوم عبر وسائل التواصل يُطلقون الشائعات الكاذبة على كل مخالف لهم في الرأي، بل إنهم يتهمون من عُرفوا بالصلاح بما ليس فيهم، ويُروِّجون الكذب عبر وسائل الاتصال، حتى أنَّا لا نرى وسيلة لهم إلا ونشعر بكذب ما تُروِّجه يقيناً، وأصبح الكذب اليوم عادة لفئات من المجتمعات في هذا العالم، بعضها يدّعي الانتصار للإسلام وهو ليس كذلك، وبعضها يدّعي الانتصار لحقوق الإنسان، وهو أول مَن يعتدي عليها، فإلى متى يستمر هذا؟!.
الوسومأمر احذروا الإيمان الانتصار التواصل الحديث الشائعات القرآن القرآن الكريم القلب الكذب الله المؤمن المجتمعات الناس النفاق اليوم بعض دعاة صفة عبدالله عبر عظيم كذب معاصي
شاهد أيضاً
العالم الأول الذي افترى على الأمم!!
عشنا زمناً ونحن نتحدث عن السياسة والمتقدمين في ممارستها، حتى نعتنا دولاً بأنها العالم الأول، …