طبعاً كلنا فخورون بأن البنوك في بلادنا دخلت عهد الميكنة في كل معاملاتها، ولم نعد في حاجة إلى زيارة البنوك إلا في النادر، فنحن نتعامل مع آلات للصرف وأخرى للإيداع، بل ويجرى التحويل عبر الإنترنت والهاتف، فكل المعاملات مع البنك تتم عن بُعد، ولا حاجة لزيارته، وهو قد وفّر على أمثالي من كبار السن الجهد الذي قد يترتب عليه بذله عندما يزور البنك كلما أراد أن يُجري عملية بنكية. ولكن عندنا مشكلة لا أظنها تخص البنوك وحدها، بل وتعم كل إدارة حكومية استخدمت التعامل الإلكتروني معها،فأعطال الأجهزة بين حين وآخر تنغص على المتعاملين إلكترونياً معها وتعطل أعمالهم حيناً ساعات، ومراتٍ أياماً، ولابد من إيجاد حل لذلك. فمثلاً بطاقة الصراف التي يعتمد اليوم عليها أكثر الناس في معاملاتهم المالية البنكية اذا انتهت مدتها، فلابد من إصدار بطاقة جديدة بديلة، وإذا كان الجهاز الذي يطبعها في فرع البنك الذي تتعامل معه قد تعطل عن العمل اليوم واليومين فذلك يسبّب للمتعاملين مع البنك إزعاجاً، ويجعلهم في حرج، وهم يحتاجون البطاقة لمعاملاتهم اليومية. مما يجعل العميل كلما احتاج ولو لمبلغ قليل يزور البنك ويبذل جهداً ويضيع وقتاً من وقته ومن أوقات موظف البنك، وقد يبقى في البنك الساعة فأكثر من أجل أن يحصل على ما يريد، ويسأل الموظف المتخصص متى تكون الآلة جاهزة لإصدار البديل فلا يجد عنده إجابة محددة، لأنه في الأصل لا يملكها، ومعنى هذا أن يراجع البنك كل يوم حتى تصلح الآلة.
وعجباً ألا يكون في كل فرع سوى آلة واحدة، اذا تعطلت بقى المواطنون المتعاملون مع فرع البنك تحت رحمتها، حتى يتم إصلاحها، وكان الأولى أن يكون به أكثر من آلة حتى اذا تعطلت إحداهما عملت الأخرى، ولم تتعطل معاملات المواطنين المتعاملين مع الفرع . ولا أظن أن هذا يكلف البنوك كثيراً ولكنه يحل لمراجعيهم مشكلة، خاصة كبار السن من أمثالي. وبنكنا العربي العتيد يتعامل مع المتقاعدين، وجلهم من كبار السن، الذين يصعب عليهم التردد على البنك أياماً.
إننا سادتي نتوق دوماً لخدمات أيسر وأسهل ما دمنا في عصر توفر لنا فيه ميكنة هذه التعاملات وبسهولة، ولا أظن بنوكنا تبخل علينا بذلك وهي قادرة عليه، ولا أظنه يكلفها شيئاً كثيراً فقد عدت من البنك وأنا أشعر بأن التسهيلات التي وفرت لنا قد نفقدها بسهولة لتعطل أجهزة التعامل الإلكتروني إذا لم نبادر بإصلاحها ودون أن نشعر بتعطلها.. فهل تفعل بنوكنا؟.. ذلك هو ما أرجو.