الأستاذ الجامعي ودورة الهام

إن المفترض في الاستاذ الجامعي ان يكون على قدر يلفت إليه النظر علماً وخلقاً وأولى مهامه أن ينقل إلى تلاميذه معرفته وعلمه مع ما اكتسب من خبرة , لذا نظر الناس إلى أساتذة الجامعات أنهم نخبة الأوطان المتميزة , ولكنا في زمان اليوم يتراجع كل شيء فيه ولم يسلم أساتذة الجامعات من هذا التراجع, فعندما كنا ندرس في كلية الشريعة بمكة قبل أن يكون هناك جامعة كنا ندرس على أيدي مدرسين متخصصين في العلوم الدينية والغربية هم علماء بارزين في المجتمع آنذاك وإن لم يحصلوا على شهادة الدكتوراة وكان الواحد منا إذا التصق بشيخه حصل على علم ومعرفة حقيقية واستفاد من تجارب الشيخ التي جعلت من علمه أكثر سعة, وهؤلاء رجعنا إليهم حتى ونحن نحضر الرسائل الجامعية للحصول على درجات علمية أعلى وكانوا يفيدوننا في مجال ما نبحث, واليوم إذا استمعت إلى بعض أساتذة الجامعة يتحدثون في موضوع هو من صلب تخصصاتهم فغرت فاهك فما تستمع إليه الذي لا يعدو أن يكون مما يتناوله طالب جامعي التحق لتوه بالجامعة وأحياناً أخرى أدنى من ذلك بكثير وتسمع إلى استاذ جامعي متخصص في اللغة فاذا به يخطئ في نحوها وصرفها,وقد وصلني يوماً من أستاذ في الأدب رسالة يعترض فيه على إحدى مقالاتي فعددت في صفحة ونصف خمسة وعشرين خطأ نحوياً وإملائياً, أما الفكر والتحصيل العلمي فتراجع إلى حد بعيد عند البعض , حتى أنك قد تشكك في أنه قد حصل على هذه الشهادة العليا التي مكنته مني التدريس في الجامعة, ويدل لذلك ما نسمعه عن البحوث الهزيلة التي يتقدم بها الأساتذة في الجامعة للحصول على الترقية وكثير منهم يظل أستاذاً مشاركاً حتى يتقاعد لعدم استطاعته تقديم بحث ليحصل على الدرجة الأعلى , وتسليمه ان يبقى في درجته دون أن يبذل جهداً أكبر للحصول على درجة الأستاذية ويؤسفني أن أقول :إن بعض الأساتيذ في الجامعة يحملون هذا اللقب فإذا تحدث جزمت أنه قد تجاوزت الهيئة كثيراً حينما منحته هذه الدرجة ولأهمية دور الأستاذ الجامعي في رقي الساحة العلمية في الوطن تحدثنا بهذا الأسلوب الصريح ولا يعني هذا أننا نهدر قدر اخواننا من أستاذة الجامعة الذين احترموا أنفسهم واحترموا المؤسسة التي ينتمون إليها وطوروا أنفسهم وأقبلوا على التحصيل العلمي والمعرفي بجهد فائق فنالوا الاحترام في محيطهم وفي الخارج, وهؤلاء هم الذين ينالون ثقة الناس فيهم فيصغي إليهم الناس إذا تحدثوا ويسألونهم عما خفي عليهم في تخصصاتهم وهم من نرجو أن تعتمد عليهم الدولة وتقدرهم فهم من سيقدمون للوطن الخدمات الجلى وفقهم الله وسدد خطاهم.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: