طبعاً مصطلح كمصطلح «أسلحة الدمار الشامل» كان يثير الرعب عندما يزعم أن دولة أسماها الغرب مارقة تمتلكه، وخاصة تلك الدول المحيطة بها، والتي لا حيلة لها لدفع الأذى عنها لو صدقت المقولة أن هذه الدولة تمتلكها، أو في سبيلها لامتلاكها، ولكن الحقائق على الأرض لا تثبت أن أي دولة مما أسماها الغرب مارقة قد امتلكت هذه الأسلحة أو استعملتها، رغم أن بلدانا من بلدان الشرق تسعى لامتلاكها، ولديها نوايا تظهر في لحن القول فيما يصرح به بعض مسؤوليها أنها إن امتلكتها فأول ما ستستخدمها ضد الدول الشرقية، لا ما تزعم معاداتها من الدول الغربية، كما تفعل إيران منذ إعلان ثورتها غير الإسلامية، والتي لا تحمل عداء إلا لكل ما هو إسلامي حقا، والمنتظر أنها لو وصلت لهذه الأسلحة، فإنها لن تستخدمها ضد دول تزعم أنها تعاديها كأمريكا مثلا، وهي تعلم أن مخزونها من أسلحة الدمار الشامل لا تملك مثله أي دولة أخرى في العالم، وبالتالي إنما تُعد برنامجا نوويا من أجل إخضاع الدول المحيطة بها عبر تهديدها بهذه الأسلحة، والتي ترى أنها يجب أن تكون مناطق نفوذ لها باعتبارها الدولة الأقدر على إخضاعها لما تريد، وطبعا هي تعلم أنها لو امتلكت هذه الأسلحة فإن المنطقة كلها ستصبح دولا نووية بامتياز، ولتقارب دولها، فلن تستطيع دولة منها استخدام هذا السلاح إلا إذا كانت تريد تدمير وطنها، وستبقى هذه الأسلحة مجرد أسلحة للردع، ولكنها ستكون قد أفقرت دولة مثل إيران، هي اليوم تعاني اقتصاديا، وشعبها يعيش أحلك ظروفه، فمعيشته في تدنٍ مستمر، ولن ينقذه من الفقر أن تمتلك دولته الكثير من الأسلحة المدمرة، ولكن الغباء السياسي الذي استحكم فيمن يحكمون إيران سيؤدي بها إلى كثير من الكوارث، فمنذ وصل إلى الحكم الآيات، ممن لا يدركون من فنون السياسة والحكم شيئاً، وأمور إيران كلها في جميع المجالات تتدهور، ومعلوم يقيناً أن الإنكار لا يعني التغلب على هذا التدهور ، كما أن الخطب الرنانة التي تحدث شيئاً من الاختراق لهذه الأوضاع السائدة في إيران، والتي ستؤدي حتماً إلى انهيار قريب اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ثم عسكرياً وأمنياً، وبوادره اليوم بدأت تباشيرها تظهر، وعندما يتحقق التدهور التام فلن ينجي الشعب الإيراني من أضراره سوى أن يفتك بحُكّامه، وإنا لمنتظرون.
معلومات التواصل:
ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]