الإخوان المسلمون وتكفير الأمة

من تتبع فكر الإخوان منذ نشأة جماعتهم في مصر عام 1928م على يد المؤسس لها حسن البنا، يجد أن أعضاء هذه الجماعة في الغالب ممن يسهل قيادهم من أهل الحِرف وقليلي التعليم، وقلَّ أن تجد بينهم المتخصص في العلوم الشرعية، وما انضم إلى هذه الجماعة عالم بارز إلا وانسحب منها سريعًا، وهي جماعة أقرب ما تكون في فكرها من جماعة الخوارج التي حاربت أصحاب سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ونادوا «إن الحكم إلا لله» وهو مبدأ حق أريد به باطل هكذا وصفه سادتنا أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقد تورطوا في تكفير المسلمين، بل سادتهم كسيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه ذي النورين صهر سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب صهره الآخر وأبي سبطيه الحسن والحسين ريحانتي أهل الجنة، وكلاهما كما نعلم شهد له نبي الرحمة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة ، فكفّره هؤلاء الذين ضلوا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا، وهم ولا شك أعداء الدين ومصير من لم يتب منهم النار كما أخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من جاء بعدهم من صنفهم يكفر الأمة بدعوى أنه بذلك ينصرها فمصيره مصيرهم، فهذه الجماعات والعياذ بالله لا تسلم من هذه العاهة، فكل من رأى جماعته هي الجماعة الوحيدة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها فهو مكفر لما سواها ولا شك، فمنذ ظهور أول جماعة بهذا الاسم «جماعة المسلمين» وحتى اليوم، ومنذ ظهور مصطلح الحاكمية على يد المودودي التي جعلت بديلًا لعقيدة التوحيد، والجماعات المدعية أنها إسلامية إلا ما ندر وهي تكفر الأمة لا تعترف بإسلام لأحد منها أبدًا. ولا تعترف بالإسلام إلا لها ولأتباعها، وكلها وللأسف يخرج من عباءة الإخوان، ثم تدعي الانفصال عنها، لتكثير هذه الجماعات -لا كثّرها الله-، وقد رأينا في مصر جماعات وجماعات تظهر بمسميات مختلفة، وكلها تكفِّر أهل الإسلام وتدعي ألا يعرف الإسلام سواها، وهي لها صلة بالجماعة الأم وتجمعها بها أسوأ فكرة، أن الأمة تركت الإسلام وعادت أمة جاهلية، واستحلت الجماعة دماءها وأموالها وإن لم نقل وفي بعض الأحيان أعراضها، وهو داء استفحل تعاني منه الأمة اليوم الأمرّين، ولسنا هنا نحكم على كل فرد التحق بهذه الجماعات أنه آمن كل الإيمان بما عقدت عليه القلوب، فنحن نعلم أن بعض من التحقوا بهذه الجماعات هداه الله إلى الحق وانصرف عنها وترك العمل لها مؤمنًا بالإسلام راجعًا إليه بتوبة نصوح فأنجاه الله من الهلكة، ومثله اليوم كثير في الأمة لا تثريب عليه، أما من بقي على عهده وبيعته لهذه الجماعات فهو حقًا الذي فارق جماعة المسلمين وضل عن طريقهم السوي إلى الله، ولابد للمسلمين في شتى أقطارهم الحذر من هذه الجماعات التي كفرت الأمة، حكامًا ومحكومين، وشتت جماعتهم ونشرت بينهم الرعب بأعمالها السيئة الفاجرة، وخسرت الأمة بعبثهم الكثير مما لو بقي كان درءًا لها من الأعداء من أموال ورجال في جيوشهم وأجهزة أمنهم، ولابد من مواجهة هذا السلوك الرديء، حتى لا يبقى له أثر في جميع أقطار المسلمين كافة، وهو يوم النصر العظيم الذي ستحتفل به الأمة يوم ينصرها الله على الضالين والمضللين الذين احترفوا القتل ونشر الرعب في ديار المسلمين، ويجب على من غرر به العودة سريعًا إلى صفوف الأمة دون زيف هذه الجماعات وبهذا ينجو من تكفير المسلمين المولد للخصومة معهم الموجب لقتالهم ، فهل يفعلون قبل أن يهلكوا ؟..هو ما نرجو والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: