«الإشاعة».. كذب يقود إلى الجرائم

دوماً الإشاعة هي حديث كذب يلقيه فاسق كخبر، وهو لا يريد فعلاً إخبار الناس بما وقع، فقد يخترع حادثة لم تقع، ويحدث الناس بها عبر المجالس والاجتماعات علّه يجعلهم يصدقونها لغاية قذرة في نفسه، ثم ظهرت في العالم وسائل الإعلام القديمة منها والحديثة، ليجد مرضى القلوب طريقاً لنشر ما يريدون نشره بين الناس وهو كذب محض، ليغيروا به مواقفهم من الحق، وليقنعوهم بالباطل، والإشاعة داء قديم في البشرية استعملها بنو إسرائيل قديماً وحديثاً، ومن زعموا الانتساب إليهم اليوم وهم يحتلون كل فلسطين يستعملونها ويُخدع بها قومنا، لجهلهم بما تصنع الإشاعات في الناس وما تمهد له من هزائم نفسية تضعف الخصم وتوقع في نفوس أفراد المجتمع الوهن، لذا حرم الله الإشاعة واعتبرها طريقاً للفساد بل وسمى صاحبها فاسقاً، فقال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، وما أعظم هذه الآية، فناشري الإشاعات الأشرار اليوم وجدوا في وسائل الإعلام حديثها وقديمها الوسيلة المثلى لنشر كذبهم عبرها لتصل إلى الناس كلهم، وقد حذرتنا الآية وأمرنا ربنا أن نتثبت من الخبر وأن نطالب ناشره بالبينة حتى إذا عجز، علمنا كذبه، وعاقبناه أشد العقوبة، وكذبه دلالة فسقه، فما الفاسق إلا مرتكب كبيرة، والكذب أعظم الكبائر،ويحذرنا الله من نتائج تصديق الإشاعات فهو الندم ولا محالة، وهؤلاء اليوم الذين ينشرون الأخبار الكاذبة عن الأفراد أو الجماعات أو الدول فإنما يريدون شديد الإضرار ، ولعل ما جرى إبّان تلك الأيام السوداء التي مرت ببعض مجتمعاتنا العربية باسم الربيع العربي، وانكشفت عن سوء كثير، دمر الأوطان ولم يصلح الحال، فأبان عن سوء من سعوا في إحداثه، وهم يعلمون سوء آثاره، وأنه لن يغير من المظالم إن وُجدت، بل سيضاعفها، وعرفنا بما لا مزيد عليه من الصدق حقيقة ما دفعهم لذلك، وأنهم لم يريدوا إنقاذ الأوطان بل دُفع لهم لتدميرها، وتدارك الله بعضها، وبعضها حتى يوم الناس يعاني من أوضاع لا يرضاها الله، من قتل وتدمير وإفقار لأوطانهم التي كانت غنية، وهي اليوم في أشد الحاجة إلى المعونات وإعادة الإعمار، ولا يزال بعض هؤلاء يسعى لإعادة التجربة في بلدان أخرى، وكأنهم يعزُّ عليهم أن يبقى في الأرضِ دولة قائمة يعيش أهلها أمناً واستقرارًا، ولعل ما يسعون إليه يفشل الفشل الذريع، فذاك ما نصبو إليه، والله خير الفاعلين.

معلومات التواصل:

ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: