أثبتت أزمة كورونا المستجدة التي ظهرت في الصين الحاجة الى مراجعة تامة للإعلام في العالم كله من قبل حكومات العالم ومن قبل مؤسسات الإعلام العاملة في المنظمات الدولية خاصة، بعدما شاهدنا ألواناً من الأخطاء الفادحة في تعاطي وسائل الإعلام مع مشكلة الكورونا الجديدة، وما بثته من رعب في أرجاء العالم أدى الى نشر الذعر في مختلف دول العالم، لذا فإعادة النظر في أساليب الإعلام المبثوث عالمياً في شتى قطاعاته مرئياً ومكتوباً ومسموعاً أمر مطلوب.
فما جرى هو بث أخبار أثارت الرعب في صفوف المواطنين في مختلف الدول وما أدت اليه من عدم فهم ما يجب الالتزام به للنجاة من المرض، واستعمال المرض وسيلة حرب جديدة بين الدول سياسياً. فإذا كان الإعلام العالمي ناله الكثير من الأخطاء في طرائق معالجته لمشكلات العالم عبر سياسات تبنى على منافسة وحروب ظاهرة ومستترة، وأن يكون المرض إحدى وسائل الحرب الإعلامية المتبادلة فتلك كارثة تصيب العالم في مقتل، وعلى العالم أن يستيقظ من غفوته ليعيد التوازن اليه، خاصة أن الإعلام كان هو الوسيلة الأهم في نشر الوعي بين الناس، فإذا انحرف عن ذلك وأصبح سبباً لنشر عدم الوعي والحروب الغوغائية بين الدول فإن ذلك حتماً سيقود الى كوارث إنسانية بين الدول تصعب السيطرة عليها. وكم كنت أتمنى لو أن دول العالم استطاعت عبر الإعلام أن تنشر وعياً بين الشعوب حتى تتجاوز هذه الأزمة الكارثة التي أفقدت بعض دول العالم الصواب، وكم تمنيت أن تجبر الدول التي تخفي المعلومات عن انتشار المرض على الإفصاح عنها، وأن تُعامل معاملة خاصة بحيث تصبح غير مأمونة على شعبها، خاصة إذا أخفت معلومات مهمة عن مقدار انتشار المرض فيها، وأعداد المتوفين بسببه، والمقدم لجميع المصابين من العلاج، فإن في العالم اليوم دولاً تتلاعب بمقدار وأقدار الشعوب، وتدفع أفرادها للموت كل يوم، ولا أحد يحاسبها أبداً على ذلك، ثم هناك دول فقيرة لا تمتلك مقدرة على مواجهة المرض، كان يجب إعانتها ما دامت تلتزم بالقانون الدولي، فليس ذنب الناس فيها أنهم قد ولدوا فيها ولا يمتلكون مالاً لإنفاقه على علاجهم.