ما كان قط برنامج (الاتجاه المعاكس) عبر الإعداد له من قبل مقدمه، وأسلوب طرحه الأسئلة على ضيفيه، الذي دعاهما لا يتحاورا بأسلوب راقٍ يفيد منه المشاهدون والمتابعون، بل ليقول كل منهما في حق صاحبه وتياره مالم يقله مالك في الخمر كما يقولون، وأشهد صادقاً أن الإمام مالك لم يقل في الخمر إلا ما قال ربنا عز وجل.
وسيدنا رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فهذا البرنامج سقط سقوطاً ذريعاً وقلَّ متابعوه ، منذ أصبح برنامج إثارة لاغير، ولا أظن أن أحداً من أهل الرأي والفكر في عالمنا العربي يأسى إن فاته الظهور في البرنامج أو اعتذر له عن ذلك معدوه، ولعله إن أخطأ في استجابة طلب منهم للظهور فيه ألا يغضبه اعتذارهم له عن المشاركة في برنامجهم، فلعلهم أحسنو إليه بهذا الاعتذار، إلا أن أخي الدكتور محسن العواجي أغضبه اعتذارهم له عن مشاركته في برنامجهم الردئ – يروي لنا هذا بأنهم دعوه للمشاركة في حلقة من البرنامج بعنوان (مستقبل الإسلاميين في ظل الثورات العربية ) ، وعادة حوار كهذا يجري بين من يسمون أنفسهم إسلاميين وآخرين من تيار مفترض أنه يعارضهم ينعتونه بالليبراليي، وحوارات كهذه حينما تعرض في هذا البرنامج تأتي خلواً من فكر يمكن أن يحترمه المتابعون، فما هو سوى مشاحنات وغالباً سُباب وشتائم إن لم يصل الأمر إلى استخدام عنف اليدين، ويقول أخي العواجي تأييداً لما أقول: قبلت المشاركة في الموعد الذي حددوه وفي الموضوع الذي حددوه أيضاً، مؤكداً لهم بأن يبحثوا عن أشرس وأعتى منْ في فريق القوم ليشارك معي، وقلت لهم: (إن أكبر عدو لنا الشيطان وهو ومن دونه من جنوده لنا معهم صولة الحق نقذفهم به فإذا هو زاهق) فهو مشحون بعداء مخالفه يعتبره شيطاناً فأين الحوار إذن، ولو كان المتحاورون فكرياً كلهم على هذا النمط لما كان للناس نفع فيه، وإذا كان أخي العواجي أثاره أنهم اعتذروا عن مشاركته في الحلقة بحجة أنهم اتصلوا بالعلمانيين من تونس ومصر وسوريا وبعضهم في أوروبا، وأنه لا أحد منهم مستعد للمشاركة معه شخصياً، أوأنهم مابين مؤثر للصمت ، على كل حال في هذه الظروف العصيبة، التي يمرون بها، ومابين رافض للمشاركة معه، وتصور في هذا إهانة له ، وأنهم بهذا خضعوا بزعمه لابتزاز فلول الأنظمة البائدة ممن ضاق عليهم الشارع العربي، وأصبحوا بلا حول ولا قوة، وكم وددت لو أن الأخ العواجي كان هو البادئ بالاعتذار عن المشاركة في هذا البرنامج السيء السمعة، فحفظ لنفسه كرامتها، فهذا ما كنا نرجو والله ولي التوفيق.