إن الانفتاح الذي مارسه الوطن مع قدوم هذا العهد البهي، سيكون ولاشك سبباً في التخلص من أغلب المعوقات التي كانت تعوق خطوات الوطن إلى المستقبل، ولاشك أن الحياة التي نرغبها في سبيل نهضة الوطن، تعني الانفتاح على هذا العالم الفسيح من حولنا، والاستفادة من ثقافاته وإبداعات أهله في كافة المجالات لأن هذا هو ما سيطلق لدى شبابنا وشاباتنا ورجالنا ونسائنا ما كان يقيدهم من قبل أن يمارسوا هذا الإبداع ليرتقوا بالوطن إلى مصاف الدول المتقدمة، مع إدراكهم أن ليس كل ما في الدول المتقدمة من انفتاح الحياة مناسباً لنا، بل لعل بعضه يحمل من الدلالات ما يخالف قيمنا الرفيعة التي حافظنا عليها منذ تأسيس هذه الدولة المباركة، وما زلنا نمارسها بعقلانية منقطعة النظير، فلا نصل إلى التطبيق على العمل لنهوض الوطن عبر كل المجالات، وعبر الانفتاح على دول العالم أجمع دون مصادمة مع بعض قيمهم. فالجميع يدرك أن قيمنا الثابتة لا يمكن أن يزاحمها الأدنى من القيم أياً كان مصدره. والحقيقة أننا مارسنا ذلك في الماضي البعيد عندما كان يقود الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه، وأدخله فسيح الجنان، ثم تطورت الممارسة عبر كل عهود بلادنا وتحت رعاية قادتنا حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر وهي تتطور عبر الممارسة المتعقِّلة، فلم نخشَ على الدين والقيم، رغم أننا مجتمع حي يتأثر ويؤثر، فقيمنا كلها قيم للدين، الذي هو حياتنا لأنه يحكمها دنيا وآخرة، وفيه أفضل القيم، ولا يجد المؤمن سواها يماثلها أو يتفوق عليها، فلابد لنا أن نستمر في رعاية هذه القيم، وحبذا لو كان لنا تربية وطنية نرسخها في عقول أبنائنا، حرصاً منا على بقائها حية في النفوس تتناقلها الأجيال حتى انقضاء الحياة، فنحن دوماً أبناء الإسلام لا نرضى عنه بديلاً.