ظلت السياسة الإيرانية عبر علاقاتها المأزومة مع العالم تتخبط في اتجاهات متعددة، لا تزيدها إلا عداء لكل ما حولها في هذا العالم، بل أن العداء بينها وبين شعوبها المكونة لإيران ذاتها لا تهدأ، وهذا العداء لكل ما حولها في هذا العالم القريب منها والبعيد لا يهدأ أبدًا، ذلك أنها تظن أنها دولة عظمى، تستطيع أن تفرض على العالم ما تريد فهي في حرب دائمة معه، ومع الداخل، تريد أن يكون لها برنامج نووي ناجح، وحتمًا يؤدي بها إلى إنتاج قنبلة ذرية، وليس كما تدعي أنها إنما تريده للأغراض السلمية، فتوجهها منذ البداية والمحافظة على سرية ما تقوم به في هذا المجال يدل دون شك على ذلك.
وعندما أتيحت لها الفرصة لعقد اتفاقية بينها وبين الدول الكبرى في هذا الشأن، ظنت أن تطوير برنامج نووي حقٌ لها ودون حدود، وحتى لو أدى إلى تدميرها، وتدمير المنطقة المحيطة بها كلها، ومحاولتها لإنشاء عداوات حولها بالتدخل في شؤون المنطقة ودولها، ومناوشاتها لتلك الدول عبر ميليشيات أنشأتها لهذا الغرض، ولم يفطن العالم لغاياتها في إنشائها إلا مؤخرًا، حتى أنها زعمت أنها سيطرت على أربع عواصم هي بيروت وبغداد ودمشق وصنعاء، وهي تظن أنها ستزيد عدداً آخر من العواصم العربية، رغم أن هذا ادعاء زائف لا قيمة له، ظنًا منها أن قوتها العسكرية ستؤهلها لفعل ذلك، متناسية قوة الدول المحيطة بها، والتي قد تكون لها من القوى العسكرية ما يجعل ايران تسقط في يدها في ساعات معدودة.
كما أن حربًا كهذه لم تعد ممكنة في هذا العصر، والدول المحيطة بإيران ليست لديها الرغبة في حرب مع إيران، رغم تأكدهم من الانتصار السريع عليها، إلا أنها لا تريد لشعوب المنطقة أن تخوض حربًا تشتت جهودها في تنمية بلادها والوصول الى تقدم سريع تعمل له، ولكنها مع ذلك تحسب حساب تهور من حكومة الملالي في طهران، وتعد العدة للرد بسرعة عليه، حتى تكف إيران عن محاولة الدخول في حرب فاشلة، أول ما تدمر إيران، وقد جربتها مع عراق صدام حسين وهزمت، ولم تنتصر في عصرنا الحديث قط، والمحيطون بها يعلمون مفردات ما تملك من أسلحة لن تؤدي إلى انتصار لها أبدًا وهي لا تحسن سوى الثرثرة فقط.