الترقيات الإعلامية الزائفة

منذ اندلاع احداث ما سمي بالربيع العربي، والاعلام لا يكف عن اختراع ألقاب يخلعها على كثيرين، هي في الواقع اطلقت على من لا يستحق ان نطلق عليه، فالارهابي الذي شارك في عمليات الارهابية سابقاً، وسجن ثم خرج من السجن اما بانتهاء المدة التي حكم بها عليه، او بعفو عن بقيتها جاء خطأ، ويقدمه الاعلام على انه الخبير في شؤون الجماعات الارهابية، وقد يثني عليه بثناء هو لا يستحقه، وهو ان تاب الى الله فذلك ما كان ينتظر منه ان يخلص نفسه من ذنب جنته يداه، ونرجو من الله ان يتقبل توبته بعد ان يتحلل ممن اذاهم اثناء فترة ارهابه ويعفو عنهم.
اما أن يفرض على الناس يدلي بآراء لعلها في احيان كثيرة مجندة للعنف الذي مارسه من قبل، فهو جريمة اعلامية. تضر بالمجتمع وتجعل الناس يستهينون بالعنف، ما دام من يمارسه بمجرد خروجه من السجن يمنح لقب الخبير واصبح مفروضا على الناس انيروه صباح مساء على شاشات التلفزيون، خاصة وانه ظهر من هؤلاء على شاشات القنوات الفضائية من هو متدني الثقافة والاخلاق، شتام سباب لا يفيد الناس من مشاهدته والاستماع اليه الا ان يصدع رؤوسهم بترهات لا تعتمد على علم ولا قدرة على التحليل.
وتبحث عما يدفع الاعلام على الاهتمام بمثل هؤلاء الارهابيين، ولماذا يفرض على الناس ان يروا سحنهم التي تمثل الصلابة في العنف، ولم يكن لهم عمل يفخرون به وتقدمهم قنوات الفضاء من اجله.
وكان الاجدى بالاعلام ان كان لابد ان يقدم هؤلاء للناس ان يقدمهم بوصفهم الحقيقي “ارهابي سابق” لا انه خبير يستفاد من تجربته او ان لديه علماً راسخاً بالارهاب وكيفية مواجهته، فهذه امور يجهلها سائر هؤلاء.
ولكن الاعلام بعد ان ثارت الفوضى في العديد من اقطارنا العربية ولج لساحته كثير ممن لم يتأهلوا للعمل فيه، وليس لهم خبرة في مجاله، فاصبحوا عبئاً على الاعلام يشوهون الاعلام حتى قدم الارهابيين خبراء.
ولعلنا اليوم لو تابعنا الاعلام بكل انواعه لوجدنا انه احتشد بمن لا علاقة لهم بفنونه، همهم ان يلمعوا من لهم بهم علاقة، ويقدمونهم للناس بألقاب زائفة، وللاسف ان من يقدم ارهابياً بلقب زائف قد حكم على نفسه بانه هو الآخر اعلامي زائف.
ولو ان الجمهور لم يتقبل ان يضحك عليه بالقاب زائفة وانفض عن هؤلاء ولم يتابعهم لعلموا خطأهم وعادوا عنه.
فهل يفعل الجمهور ذلك هو ما نرجوه والله ولي التوفيق.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: