الحج في ظل وباء كورونا

أقبل موسم الحج علينا هذه الأيام في وضع لا يزال متأزمًا بسبب وباء كورونا المستجد، وهو المرض الخطير الذي انتشر في جميع أنحاء العالم، وضحاياه في المملكة حتى الآن بالمئات والمصابين به بالألوف، مما استدعى أن يكون حج هذا العام محصورًا في حدود عشرة آلاف من أبناء هذا الوطن والمقيمين وفق شروط معينة حتى لا تنقطع مسيرة الحج المباركة، والتي ستبقى مستمرة بإذن الله حتى تقوم الساعة، ونرجو لهؤلاء الذين سيسمح لهم بالحج هذا العام أن يتمتعوا بحج آمن يستمتعون فيه بعلاقة خاصة مع ربهم، ويدعون لأمتهم بالرحمة وأن يرفع الله عنهم البلاء لتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي، ويعود الحج إلى مسيرته المعروفة فيحج المسلمون في الأعوام المقبلة بالأعداد المعتادة ويكرمهم الله بحضور الحج العظيم على صعيد عرفات، حيث يشهد الله ملائكته أنه قد غفر لمن احتشد على صعيد عرفات في ذلك اليوم العظيم، ويعود المسلمون سيرتهم الأولى كل عام يحجون ويعودون إلى أوطانهم وقد قضوا تَفَثَهُمْ ونالوا رضوان ربهم وغفرانه، داعين لأمتهم بالصلاح والفلاح، ويعودون لأوطانهم سالمين غانمين كما نرجو لهم كل عام.

وظني أن كافة المسلمين يدركون تمام الإدراك مبتغى حكومتنا الرشيدة من قصر الحج على هذا العدد حفاظًا على الحجاج من التعرض لهذا الوباء الخبيث، وحفاظًا على صحة الجميع، وعدم تعرضهم للعدوى، حيث ينتشر هذا الفيروس في التجمعات المكتظة، وهم لاشك يراعون ذلك ويتفهمون القرار، وإنا لنرجو أن نستقبلهم في العام المقبل في ظرف أفضل وزمان أجود ليصلوا إلى الديار المقدسة بأعدادهم المعتادة ويزوروا المدينة بعد حجهم ثم يعودون إلى أوطانهم وقد ربحوا مغفرة ربهم ورضوانه وسعدوا بحج آمن بإذن الله.

عن عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

شاهد أيضاً

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

لا حياة إلا بطاعة الله

الحياة في الدنيا لا يمكن أن تكون قوية إلا مع الطاعة، فالطاعة هي ما تجعل …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: