داعش والنصرة وقبلهما القاعدة، وما تبعهما من الجماعات المتطرفة، وسيلة لإقناع الخلق بمنهجها، لها مذهب قديم جذوره هناك عند أول فرقة إرهاب ظهرت في التاريخ الاسلامي، وهي فرقة الخوارج، التي يعلم المسلمون منهجها المفارق لمنهج الإسلام وأهله.
فهي فرقة تكفر الأمة ان لم تتبع منهجها، وترى ان كل مسلم عاصٍ ارتكب كبيرة مخلد في النار لا يحرج منها، والمتأخرون من اتباعها يقولون قولاً متناقضاً إنهم لا يكفرون ولكنهم يحكمون بتخليده في النار، كمنا المعتزلة فيما بعد هو ليس بكافر ولا مؤمن ولكنه منزلة بين المنزلتين.
وكانت هذه الفرقة الاول ظهوراً كفرقة ارهابية محاربة لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- لا تقاتل اهل الاوثان ولكنها تقتل اهل الايمان ممن آمن بالله ورسوله وكتابه.
وهم من صغار السن في الغالب عبر عن ذلك سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين قال: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون من خير قول البرية، يقتلون أهل الاسلام، ويدعون أهل الأوثان) ولهم صفات أخر يعرفون بها من تحليق الرؤوس وانهم يحسنون القال والقيل، واذا دعوا كتاب إلى وليسوا منه في شيء، ومن صفاتهم الواردة ايضا: انهم يقرأون القرآن لا يتجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فلا يبقى على نصله شيء منها، وأمر سيدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقتلهم، وجعل الأجر لمن قتلهم.
والمتتبع لهؤلاء يجد هذه الصفات فيهم من قديم الزمان وتجدد الاحداث، فهم يظهرون حيناً بعد حين، يبدأون بتكفير الخلق وكل من عارض مذهبهم، ورأيناهم على مر الاعصار يقتلون أهل الاسلام ويستولون على اموالهم ويستيبحون أعراضهم، ودوما بحجج واهية، فزوار القبور قبوريون اشركوا بالله أبيح قتلهم ومن بني منهم مسجدا وألحق به قبر خرج من الملة، ومن ومن، حتى لا يبقى من المسلمين أحد باق على الدين سواهم، حتى قرأنا لأحدهم ان المسلمين في إندونيسيا وحتى المغرب تركوا السنة وخرجوا من الملة ولم يبق الا فئة قليلة على الحق وهو وجماعته، وما عداهم ليس في الاسلام في شيء.
ولن يمكننا القضاء على هؤلاء الارهابيين المحاربين للاسلام واهله، الا بالبحث عن جذور فكرهم، الذي لا يزال متداولاً في كتب ورسائل تنشر ويعتنى بها ودروس فيها تغسل الادمغة، ويحرض فيها صغار السن على افعال الخوارج ومذاهبهم، ومحاضرات تلقى تحيي من هذه المذاهب ما قد توارى عن الامة زمناً فأظهره هؤلاء.
ولن نقضي على هذا كله الا بإحياء المنهج الحق للاسلام الدين الذي جاء به امام الرسل وخاتم النبيين سيدنا محمد بن عبدالله العربي القرشي صلى الله عليه وسلم: الذي قال (اني ارسلت بحنيفية سمحة).
فلنواجه هذا كله باسلامنا الوسطي المعتدل، المبني على السماحة لا على الغلو والتشدد، ولنعد لذلك خطة نجابه بها منهجهم الهش الذي يمكن بالشرع والعقل القضاء عليه بسهولة اذا صلحت النوايا ونحسن العمل وانا لمنتظرون ان نفعل فهو ما نرجوه والله ولي التوفيق.