ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في الحديث الذي رواه النعمان بن بشير (إن الدعاء مخ العبادة) وفي رواية (إن الدعاء هو العبادة)، ثم قرأ قول الله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)، وروى الإمام أبوداود في سننه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدعاء هو العبادة) وسنده صحيح، والدعاء في الإسلام لاشك أنه عبادة وذكر، عند سؤال العبد ربه والطلب منه، وهو أفضل عبادة وأن الله يحبها خالصة له، ولا يجوز أن يصرفها العبد إلى غير الله عز وجل، والقرآن حث عليها، يقول الله عز وجل: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِى سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).. وقول الله تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ) أي الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلهم النار داخرين، وقال (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ).
لذا رأى العلماء أن العبد إذا لم يدع الله تنفيذًا لقوله تعالى (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) فإنهم مقصرون، وبترك الدعاء فإنهم عصوه، لذا حثهم على الدعاء بقوله تعالى (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ) فالدعاء من آدابه ألا يعتدى فيه.. وجاءت السنة النبوية عن نافع بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الله عز وجل: (ادعوني تضرعًا وخفية) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من فتح له منكم باب الدعاء فتحت له أبواب الرحمة وما سئل الله شيئًا يعني أحب إليه من أن يسأل العافية)، وقال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الدعاء هو العبادة).