الليبرالية فلسفة لا يمكن فهمها خارج إطارها وهو المذهب الحر الفردي ، والذي فلسفته الأساسية الليبرالية ، فالفرد الليبرالي هو الحر ، الذي تنتهي حريته عندما تبدأ حرية الآخرين ، بمعنى أن حريته لا تلغي حرية الآخرين ، لهذا فهو يحافظ على الحريات العامة كلها سواء أكانت حريات سياسية أم اقتصادية أم اجتماعية ، وفرعه الاقتصادي الرأسمالية ، التي تؤسس للمنافسة الحرة والكاملة ، والتي على أساسها تحدد الأثمان للسلع والخدمات ، وتضمن الحرية للعامل ورأس المال ، وفرعه السياسي الديمقراطية التي توفر المشاركة للجميع في اتخاذ القرار ، وبهذا فغير متصور أن يكون بين الليبرالية والدين عداء ، فالليبرالي الحر يضمن للجميع حرية التدين ، لأنه يؤمن بأن للناس جميعاً الحرية في أن يعتنقوا الدين الذي يرغبون ، ولكن ليس لهم أن يلزموا الآخرين بما تقتضيه أديانهم ، خاصة في المجتمعات المتعددة الأديان ، ومن يزعم أن الليبرالية حرب على الأديان … يجهل الدين والليبرالية معاً .