العلاقات الدولية لا تحكمها مافيا إرهابية

قد يتصور البعض في العالم العربي، التعيس بأفكار بعض أهله، أن العالم تحكمه دول عظمى تمثل سلطة عليا على جميع دوله، لا تتحرك الدول إلا بإذن منها، وأنها تستطيع إجبار أي دولة على علاقات مع دولة أخرى، وإن لم ترتض ذلك، وهو وهمٌ لا يعيش إلا في أذهان من لا يدركون سياسة هذا العالم، فعندما شذت قطر بأسلوبها هذا الذي ظنت من خلاله أن لها الحق أن تعبث بأمن وأمان الدول حولها، بما يصدر عنها من حروب إعلامية صحفية وإذاعية وتلفزيونية، ثم بتمويل لمرتزقة في هذه المجالات، ومجالات أخرى، كظاهرة الانتماء إلى جماعات إرهابية، بدأت هناك من أفغانستان، عندما سقطت في أيدي جماعات متأسلمة أرادت أن تجعل منها ميادين تدريب على التخريب، ولعلنا نذكر احتفاء وسائل إعلام قطر ووسائل أخرى تنفق عليها، بمن استقروا في أفغانستان من رؤوس الفتن، والجماعات المتطرفة، والتي أصبحت اليوم تُهدِّد العالم كله، وظلت قطر دومًا تحيك المؤامرات لبلادنا، والشواهد على ذلك ظاهرة بيّنة، واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وظل التسامح معها رائد حكامنا، ومساندة شعبنا الطيب لإخواننا القطريين، وظل الأمر يتراوح بين عفو لا يمضي إلا زمن قصير حتى ينقضه حاكم قطر، ويعود إلى عاداته، ورغم محاولاتنا الدائمة ألا تخرج قطر من صفنا العربي والخليجي، من أجلها لا من أجلنا، كان يدعونا للتسامح معها وتصديق وعودها، وأصبح نقضها للوعود مضرب المثل في منطقتنا، وتظن قطر ظناً سيئاً أن دول في العالم سيحمونها عندما تعتدي علينا، وهو حتماً الأمر الذي لم يحدث أبدا، فإذا لم يعد سوى الكي علاجاً فنحن حاضرون لفعله، لنقطع به دابر الفتن ما ظهر منها وما بطن، فهل يدرك حكام قطر هذا، لعلهم يدركونه وينتهون، أما نحن فسندافع عن الوطن، ولن يضار من أحد ونحن فيه أحياء، والجاهل فقط من يستهين بأقدار الآخرين، ولعلهم قد علموا ألا منجاة إلا بكف الأذى عنَّا، وإلا سيجدون منّا ما يردعهم عما يفعلون، وبأسهل الطرق، حتماً لن نحاربهم عسكرياً، فالشعب القطري لن يضار منَّا في جميع الأحوال، وحربنا الحقيقية سيرونها تحرمهم من نعمة جوارنا بصفة دائمة، وسيتوقف كل ما كنّا نفعله من أجلهم، فهل يدركون هذا؟ هو ما نرجوه، والله ولي التوفيق.

About عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

Check Also

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: