قبل سنوات بعيدة خضعت لعملية قلب مفتوح كما يقولون, استبدل أحد صماماته بصمام حيواني, واستمرت الحياة, والحمد لله والثناء عليه دوماً موصول, فهو وحده القادر على أن يشفي الإنسان, ومرت الأعوام وأنا أتناول من الأدوية ما يجعل هذا القلب يصمد, وفي نهاية الأسبوع الذي مضى, وجدت ألماً في الصدر فراجعت الطبيب ليجري فحوصات جديدة لهذا القلب الذي وهن ليجد أن عضلته قد تغير وضعها, وخشي أن يكون أحد شرايين القلب أو أكثر فيه انسداد, فأقترح أن تجرى لي قسطرة قلبية حتى يكتشف ما الذي جعل هذه العضلة تضعف, وخضعت لذلك مجدداً, ليجد الطبيب أن أحد الشرايين قد تضيق ويدخل فيه دعامة تعالج ضيقه إلى حين, وقضيت ثلاثة أيام في المستشفى لأخرج منه لأعاود الحياة مع ألم آخر مضى عليه حتى اليوم عامان, حيث يسكن الظهر ألماً بسبب ما أسموه الدسك, مما يعتري العمود الفقري من تشوهات قد تؤدي إلى آلام شديدة أعايشها اليوم وأحمد الله دوماً على ذلك, فأنا على يقين أنه وحده من سببه وهو أقدر على إزالته والصبر على الابتلاء من أنفس العبادات يزيل الله به عن النفس عظيم أكدارها.
وهو لا يمنع أن يطلب العبد الاستشفاء من كل باب مشروع, وقد فعلت بحمد الله فأجريت عمليتين بالمنظار ولكنها لم تنجح, ولا أزال أعاني الألم, وها أنا اليوم أعد العدة للسفر إلى إحدى المنتجعات في التشيك, الذي تقدم ألواناً من العلاج الطبيعي لعل الله يجعل فيه الشفاء أو على الأقل يخففه وكما كان يقول شيخنا محمد متولي الشعراوي رحمه الله,:” الحمد لله الذي ابتلانا فصبرنا, ورقنا فتداوينا”, فلما خرجت من المستشفى وجدت أن الأخوة ممن يعلم حالي قد أرسل اليّ مقال الأستاذ عابد خزندار المعنون “عن شاعر ينعي نفسه” والذي ينقل فيه إلى قرائه أنه سيخضع لعملية جراحية في محاولة لتقوية القلب الواهن, والتي النجاح فيها غير مضمون, وأنا أعلم أن أستاذنا الجليل قد عانى طويلاً من وهن هذا القلب, ولكني أرجو له الشفاء فليست نسبة نجاح العملية هو المهم, وإنما المهم مشيئة الله, فإذا قدر الشفاء فلا بد أن يتم, ورغم سنى الأعمار مهما طالت فالشفاء فالشفاء من كل داء بإذن الله منتظر, فاللهم أنت مسبب الأسباب القادر على كل شيء, خلقت الداء وخلقت له الدواء, فاللهم أنت من يعلق به الرجاء إشف عبدك عابد واشفني معه, وأجعل كل لحظة لنا في هذه الدنيا من أجلك وأجل طاعتك يا أرحم الراحمين..