أخشى أن يكون زماننا هذا زمن الزيف، الذي لا ترى فيه الحقائق، يتعاون الخلق على طمسها حتى لا ترى في عالمنا اليوم منها إلا قليلاً فقد أبتلينا بهذا الزيف في زماننا حتى اصبح ادعاء المثل والقيم من قبل البعض يكشفه واقعهم البعيد عن الاخلاق الفاضلة والقيم النبيلة. تقرأ اليوم لبعضهم ينتفض غضباً على المنتمين إلى جماعات متطرفة تنهج العنف، وتكتشف فجأة أنه أحد المروجين لها المنظرين للانضمام إليها، وتسمع آخر لسانه لا يكف عن اتهام الناس بعدم الوطنية أو يتهمهم بالخيانة للوطن وأهله وهو ينتمي لجماعة لا يكف زعماؤها وقادتها عن النيل من بلاده حكومة وشعباً ليل نهار، وهو يدافع عنهم ويحتد على من خالفهم فكراً حتى إذا شعر بالخوف بعد صدور تشريعات تمنع الانتماء إليهم والدفاع عنهم رأيته يتحول إلى شخص آخر يشتغل بالأدب أو يكتب في الاجتماع حتى في الهزليات فاذا المباديء يمكنه بكل سهولة التخلي عنها، وتسمع إلى من ينتقد كل النفاق المدفوع الثمن ثم يقدم بان كل ما يكتبه عن مسؤول من ثناء يتحول إلى ذم وانتقاص بمجرد أن يتأخر هذا الثمن قليلا، وكم قد قرأت لمسؤول في مجال ما قبل ان يصبح مسؤولا نقداً لاذعاً للمسؤولين في ذاك المجال فاذا اصبح مسؤولا عنه لم تر شيئاً مما انتقده زال أو اختفى بل لعله يمضي مدة رئاسته له ولم يحدث أي تغيير فتسأله لماذا لم تغير شيئاً مما انتقدته من قبل فلا تسمع إلا تبريراً بالظروف لا يسمن ولا يغني من جوع، ويغري الناس مسؤولا بانه القادر على تغيير ما يحدث في إدارة حكومية وينتشي بثنائهم ، فاذا تولى أمرها فشل فشلاً ذريعاً في اصلاح شأنها . وهكذا تدور أحوالنا : إعلان عن قيم ومباديء أكثرها لا يلتزم بها يدعيها الرجل وهو ليس من اهلها القادرين على المحافظة عليها في حياتهم ويظل الزيف يتعاظم والحقائق تطمس فهلا تخلصنا من كل هذا فهو ما نرجوه والله ولي التوفيق.