لا أدري لماذا يتوقف البعض عندما تذكر المرأة في أي مجال من مجالات الحياة، ويتمنى لو كانت خارجها كلها، ويرى أن مكانها الطبيعي فقط البيت، فيسلبها حقها في العمل والكسب الشريف لحماية نفسها وعرضها، فهي كالرجل مطالبة بأن تكسب من المال ما تنفق به على نفسها، فلا تذلها الحاجة، فيطمع كل ذي خلق سيئ فيها، ممن يبحثون عن ما يحتاج إليه الناس ليستغلونها من خلال ذلك، والمرأة تحت ظل أحكام الإسلام وشرعه عملت وستعمل من أجل كسب الرزق بطرق مشروعة، لا يحرم عليها عمل إلا إن كان قد ورد نص بتحريمه، وحينما تواجه المرأة في كل مجالٍ يمكنها أن تعمل فيه بالقيود من كل لونٍ وصنف، ما هو منها مشروع وما لم يشرع، من أجل اقصائها عن مجالات العمل كافة، ولتكون الأعمال كلها منوطة بالرجال، ولا حظ للنساء فيها، لتظل النساء في حاجة إلى الرجال دوماً، فإذا لم يتوفر لهن منهم الأزواج، سعى شرارهم لاستغلال حاجات النساء لارواء شهواتهم ورغباتهم المحرمة، حتى لتشتم في أقوال البعض احتقاراً للنساء، احتقاراً لا يرضاه عقل ولا دين، فهذا سائل يطلب إجابة يقررها من خلال سؤاله الملغوم فيقول: يعلم فضيلتكم عن أجهزة الجوال الحديثة ومواقع الاتصال الاجتماعية (الفيسبوك والتويتر) وغيرها، وما توفره من خدماتٍ للتواصل بين الناس.. فما تأثيرها في المراهقين وخطورتها على العقيدة، وبناء العلاقات غير الشرعية بين الشاب والفتاة؟ فيقرر من خلال السؤال خطورة التلفون النقال أو الجوال ومواقع الاتصال الاجتماعية مقدراً مسبقاً أن لها خطورة مزعومة على العقيدة، وأنها مؤدية إلى علاقات غير شرعية وغير شريفة بين الشبان والفتيات، وكأنه يقرر الإجابة التي يريد مسبقاً فكانت إجابة من سئل تقول: (يجب أن يستفاد من هذه الأجهزة فيما ينفع، وتكون بأيدي العقلاء وأهل الدين والمروءة، لا بأيدي النساء والأطفال، بل يستفاد من خيرها ويكافح شرها)، فكانت الإجابة هي ما يريد السائل، وتزيد احتقاراً للمرأة فليست في نظر المجيب من العقلاء وأهل الدين والمروءة، لذا يجب ألا يكون بيدها الجوال ولا تمكن من استخدامه، ولا تعطي الفرصة لاستخدام مواقع الاتصال الاجتماعية كالفيسبوك والتويتر، فهي مضافة إلى ناقصي العقل من الأطفال وأمثالهم، الذين لا يعرفون نفع هذه الوسائل أو ضررها، فإلى متى يظل هذا الفكر مسيطراً يقصي النساء وكأن لا حق لهن في حياة كريمة، فالعقلاء وأهل الدين والمروءة لا يكونون إلا من الرجال، فنحن في حاجة ماسة إلى ازاحة مثل هذا الفكر من ساحتنا حتى لا تظلم الناس، ألا ترون معي أن هذا واجب هو ما أراه والله ولي التوفيق.