لعل هذه الجماعة المسماة “داعش” التي تنعت نفسها أنها “الدولة الإسلامية في العراق والشام”، وهي أداة فوضى لا دولة، والتي تخدم مصالح أعداء الإسلام وأهله، وأخواتٍ لها من جماعات الغلو في الدين، هي أشد جماعات الخوارج على مر الزمان بشاعة، فقد أمعنت في العنف بما لا سابقة له من مثيلاتها، وأوجبت على الأمة أن تواجهها بكل قواها للقضاء عليها بالكلية، حتى لا يستفحل أمرها فلا تبقى ولا تذر، ورغم بشاعة ما تقوم به وما تبثه من رعب، إلا أنه وللأسف نجد لها بيننا داعمين، بل إن استمرارها فيما تقوم به عبر عدة بلدان يدل بوضوح أن تمويل عملياتها مستمر، ولعلنا لو بحثنا عنه لوجدنا قنواته تنطلق من عدة بلدان بعضها اليوم يعد العدة لمواجهته، كما أننا نجد مصفقين لها كلما قامت بعملية قذرة، فهؤلاء يبحثون عن سند شرعي لها بزعمهم، حتى حرق المسلم حيًا نجد له من جُهّال الأمة -المدّعين علمًا مفقودًا- مؤيدين، وإزالة آثار الحضارات الإنسانية وتحطيمها نجد مَن تُسمِّيهم وللأسف بعض صحفنا محتسبين جهلاً بالاحتساب، وهم فوضيون، إذا أتيحت لهم الفرصة انضموا إلى هذه الجماعات، لأنهم في حقيقة الأمر مؤيدون لكل ما تقوم به، وهؤلاء الغلاة في دينهم المؤيدون لهذه الجماعات ليسوا اليوم قلة، وإن لم يُراقَبوا فقد يكونون نواة دواعش آخرين، خاصة في بلداننا الخليجية، ولمنع أن يحدث هذا، فلنكن حذرين غاية الحذر، حتى لا يغدر بنا هؤلاء الدواعش.
وهناك فئة أخرى تصفق لهؤلاء الدواعش بحماس شديد، هم من يظنون أن ما تقوم به داعش له جذور في ديننا الحنيف، فيتركون المجرمين يعبثون ويشتغلون بالهجوم على الدين، وعلمه وعلمائه، وهم بهذا دون أن يدروا يصفقون لهؤلاء العابثين بالدنيا والدين معًا.
وكلاً يمد هؤلاء ببعض عصارة ذهنه الكليل، فالموافقون على ما تفعل داعش وأخواتها يجهلون الدين، وحتمًا ليسوا من أرباب علمه، والذين يزعمون أن ما يفعلونه هو الدين ذاته، لشدة كراهيتهم للدين، كلاهما مؤيد لهذه الفئة الباغية، الذين أُمرنا بقتالها حتى القضاء عليها نصحًا للأمة وحفظًا لكيانها أن يتمزق، ويجب أن تكون المواجهة جادة للطرفين ودون تهاون، حفاظًا على ديننا ودنيانا معًا، هذه هي الحقيقة التي لا تحتمل جدلاً ولا مراء، فهل ندرك هذا بوضوح؟ هو ما أرجو والله ولي التوفيق.
Tags إرهاب الجماعة الدولة الإسلامية المصفقون داعش
Check Also
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …