المقاهي وكيفية تأسيسها

قرأتُ في جريدة إلكترونيَّة خبرًا مفاده أنَّ بلديَّة الشوقيَّة بمكَّة المكرَّمة نفَّذت -مؤخَّرًا- جولة ميدانيَّة شملت عددًا من المقاهي والمطاعم الواقعة على الطرق السريعة، داخل نطاق البلدية، وذلك بسبب -كما يقول الخبر- وجود ملاحظات صحيَّة وبيئيَّة، وتدنِّي مستوى النظافة، والإخلال بالعديد من الاشتراطات الصحيَّة، وحمدتُ للبلدية مباشرتها لهذه الحملة، والتي أرجو ألاَّ تكون لمرة واحدة، أو مرَّات متباعدة، وأظنُّ أنَّ المقاهي داخل المدن تحتاج لمراقبة كهذه؛ للحفاظ على صحة سكان مدننا، كما أرجو أن تعلن شروط تأسيس هذه المقاهي والمطاعم داخل المدن وخارجها؛ ليكون الناس على علم بذلك، فيعاونون البلديات بالإبلاغ عمَّا يرونه من تخلِّيها عن هذه الاشتراطات، وما يجري فيها ويضر بصحة المواطنين. ولعلَّ تكدس الموظَّفين داخل الأجهزة الحكوميَّة المكلَّفة بالمراقبة على أحوال ما يقدم للمواطنين من الأطعمة والأشربة، ليس في المقاهي فقط وإنَّما في المطاعم، وإن علت درجتها، وكذا محلات الحلويات، حيث لا فائدة منها جميعًا، فالطعام هو ما يدخل المعدة «بيت الداء»، فإذا دخلها من الطعام ما لم تراعَ فيه، وفي إعداده الأساليب الصحيحة التي تتجنَّب أن يلوث بإناء، أو يكون فيه مادة منتهية الصلاحيَّة، وهي مراقبة لابدَّ من تدريب الموظَّف عليها وإعداده بتخصُّص علمي يجعله قادرًا على أن يفرِّق بين ما هو ضار، وما هو خالٍ من الضرر، فأنا على يقين أنَّ كثيرًا ممَّن يعدُّون لنا الطعام في أماكن تقديمه وبيعه لا تتوافر فيهم الشروط اللازمة ليكون قادرًا على تقديم طعام لنا لا يؤدِّي إلى إصابتنا بالأمراض، أو إصابتنا بحالات التسمم، وما شابه ذلك، وما أكثر الطعام المُعد للأكل في بلادنا في الشوارع، وعلى قارعة الطرق، وهو لم يستوفِ الشروط الصحيَّة، ولعل الاهتمام بهذا الموضوع يجنِّب المواطنين الكثير من المتاعب، التي هم في غنى عنها، فلا تكون وجبة غداء، أو وجبة عشاء سببًا في دخول المستشفى، وقضاء أيام فيه، أو يتضرر بها البدن بعد ذلك آمادًا طويلة. إنَّ اهتمامنا بصحة المواطنين اهتمام بهذا الوطن أيَّما اهتمام، والمحاسبة وفرض العقوبات تجنِّب المواطنين كثيرًا من كوارث تنتظرهم بعد وجبة دسمة، لم يعرفوا كيف أُعدَّت؟ ومَن أعدَّها؟ وما هي مكوّناتها الحقيقيَّة؟ وليس يعلم ذلك إلاَّ موظَّف متخصِّص همّه كله أن تخلو محلات البيع للأطعمة ممَّا يضر إخوانه المواطنين، وبإخلاصه يتجنبون الكثير من المآسي، فهل نفعل؟ هو ما أرجوه، والله ولي التوفيق.

About عبدالله فراج الشريف

تربوي سابق وكاتب متخصص في العلوم الشرعية كلمة الحق غايتي والاصلاح أمنيتي.

Check Also

صورة مقالات صحيفة المدينة | موقع الشريف عبدالله فراج

إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس

الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: