دوماً لا تستخف المواقف الهزيلة حكومة بلادي، فقد يشيع خبر كاذب فتصمت عنه، حكمةً، لا عجزاً، وتتداوله الصحافة، وأولئك الذين يُنصِّبون أنفسهم محللين سياسيين، وهم لم يطّلعوا على شيء من الأحداث المهمة، ولكن لديهم رغبة جارفة تتردد في صدورهم لا حقيقة لها، ولم تقف الدول منها موقفاً يجعلها مما يمكن أن يحللها أحد، ففي الأسبوع المنصرم استمعت عبر فضائية عربية لأحد هؤلاء الذين يُسمِّي نفسه محللاً مغربياً، والذي يُحلِّل ما ادّعى أنه خبر، فبحثتُ عنه، فلم أجد له حقيقة، فقد أشاعت بعض المواقع أن المغرب سحب سفيريه لدى المملكة ودولة الإمارات، وبعد ساعة أو ساعتين ظهر تصريح لحكومة المغرب تنفي هذا الخبر، فلم يحدث حسب هذا التصريح أن المغرب سحب سفيراً أو سفيرين، فتطوَّع من سمَّى نفسه محللاً مغربياً، وما أكثر مَن يُطلقون على أنفسهم أو تُطلِق عليهم بعض الصحف والقنوات مُحلِّلاً، وأنتَ لم تسمع به من قبل، ويتكلم فيما يجهل في الغالب، لأنه في الواقع يُحلِّل شيئاً لم يقع، فادّعى أن المغرب دعت السفيرين للتشاور ولم تسحبهما، ثم لم يكتفِ بهذا، حتى زعم أن خلافاً حدث بين المغرب والدولتين الخليجيتين، وأخذ خياله يُصوِّر هذا الخلاف الذي ادّعاه، ويُحاول أن يُسيء إليهما عبر الادّعاء بأنهما أساءتا للمغرب الشقيق، وادّعى أن هذه الإساءة كانت من خلال الطلب من المغرب الاشتراك في درء الخطر الحوثي والإيراني عن اليمن، والموقف الذي اتخذته الدولتان من تدخُّل قطر في شأنهما دون وجه حق، والأمران معاً لا يُسيئان إلى المغرب من قريبٍ أو بعيد، ولا أحد طلب منها مقاطعة قطر. ومقاطعة دولنا الأربع، السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لقطر، كان بسبب ما حدث من إيذاءٍ منها لهم، ليس له علاقة بالمغرب أساساً، ولم يطلب أحد منها أن تُقاطع قطر، فدول كثيرة عربية وأجنبية ومنها المغرب لهم علاقة بقطر، لم تطلب بلادي وأشقاؤها منهم أن يُقاطعوا قطر، وحتماً لا يهمها أن تكون للمغرب علاقة بقطر، وعلى أي صورة، وإنما يهمها ألا يُشارك أحد قطر في إيذاء دولنا، وتدخلها في شؤونها، والذي يظهر بأن بعض هؤلاء الذين يُسمِّيهم الإعلام المتحيِّز ضدنا، أنهم محللون سياسيون، إنما يمنحهم هذه الألقاب، ظناً منه أنهم إذا أعطوا ألقاباً رنَّانة أمكنهم الإساءة إلينا. ورغم أن بلادنا عبر حكمة الصمت في مثل هذه الأحداث، لا تُكلِّف نفسها حتى الرد عليها، فالهذيان له رجال لا يعرفون سواه، وحتماً لا تأثير لهم في ساحة الإعلام عبر العالم، فليتهم يعفون أنفسهم من هذه المواقف ويصمتون..!
شاهد أيضاً
إذا تنكرت الدنيا للإنسان لمرض وانقطاع عن الناس
الإنسان ولا شك كائن اجتماعي لا تلذ له الحياة إلا بالاختلاط بسواه ممن خلق الله، …