الإدعاء بأن بمكة عبد غير الله من الأولياء أو الأوثان، كما هي دعوى من يهرفون بما لا يعرفون، وهو إدعاء خطير يكفر به من المسلمين العدد الكثير، بل إن الجزيرة العربية كلها منذ آمن أهلها بالإِسلام لم يعبد فيها سوى الله عز وجل، وكان الحرمان الشريفان فيها منارتي علم وإيمان، لا يعد عالماً من لم يجاور فيهما،
ويأخذ العلم من أهله فيهما، حتى إن سيدي رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لم يخش على أهلها الشرك بعد الايمان وإنما خشي عليهم التنافس في الدنيا فقال عليه الصلاة والسلام: (إني لست أخشى عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخشى عليكم الدنيا أن تنافسوا فيها فتهلكوا كما هلك من كان قبلكم)، وجاء عنه في الحديث الصحيح قوله: (إن الشيطان قد يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم)، وقد اندثرت دعوى أن المسلمين في أرض الحرمين، التي شع منها نور الهدى قد اشركوا في أي زمان بعد ظهور الإسلام، منذ زمن ليس باليسير، لأن هذه الدعوى تناقض الواقع، حتى جاء في زماننا من حذرنا سيدي رسول الله منهم حيث قال: (يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، يقولون من قول خير البرية، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم).. الحديث.
فجاء من ادعى أنه لا يفهم التوحيد سواه، فأدعى دون خجل أن المسلمين من اقصى الشرق عند اندنوسيا، وحتى المغرب قد ضلوا وأشركوا، وحتى جاء من يروج للفكرة بدعوى الرأي والرأي الآخر عبر مجموعة بريدية له، فيفتح المجال لمثل هؤلاء الادعياء بالقول إن أرض الحرمين وما جاورها من أرض الجزيرة العربية قد انتشر فيها الشرك، ويواصل هذا الترويج أسبوعاً بعد آخر، هو ومن معه من خفافيش الإنترنت كالخفاش الأسود وأمثاله، من الجهلة الشتامين، الذين ملأوا الدنيا ضجيجاً، فلما اكتشف سوء حالهم، وطردوا من ساحات الإنترنت وجدوا ضالتهم في صحفي فشل في الاستمرار في عمل صحفي له قيمته، فلجأ إلى مجموعات النت البريدية، التي لا رقيب عليها ولا حسيب، يبث من خلالها مثل هذه السموم ليفرق بين أبناء الوطن الواحد، بدعوى أن فيه المؤمن الموحد، والآخر المشرك الذي يعبد الأوثان، واستعان بفلول الشبكة العنكبوتية، التي لفظتهم منذ زمن لاكتشاف زيفهم وسوء أساليبهم، يستعيدون به بعض الشهرة المهلكة، التي لطخت سمعتهم في الماضي، وهي تقضي عليها تماماً في مشوارهم الجديد، فوحدة أبناء هذا الوطن لن يسمحوا لمثل هؤلاء أن يعبثوا بها، فهل يدركون هذا.. هو ما نرجو والله ولي التوفيق.