منذ شهر، وشعبنا يعيش وكأن العالم يُحاربه في قضيةِ وفاة واحد من أفراده في تركيا جاءت بسبب جُرمٍ اقترفه جُنَاة لا يُمثِّلون إلَّا أنفسهم، ورغم أن الوفاة كان مكانها أرضاً من أراضينا قانوناً، وهي قنصليتنا بأسطنبول، إثر مشادة بينه وبين المتَّهمين، إلا أنَّ حرباً تشنّها إذاعات وصحف في دولٍ مختلفة، تتهم حكومتنا بقتله!، ورغم أن في العالم حوادث كثيرة مثل حادثته، وأخرى متعمَّدة من حكوماتٍ مختلفة، إلا أننا لم نرَ ردّة فِعل مثل هذه، رغم أننا نعلم يقيناً أن دولتنا ليست من هاته الدول التي تُؤاخذ مواطنيها عند الاختلاف معها بهذه القسوة، والتي لم تعهدها أرضها منذ تأسيس الدولة وحتى اليوم.
وبحثنا لدوافع هذا كله، فلم نجد إلا دولاً مارقة، كدولة إيران، وأخرى تفتعل الخلاف مع كل من حولها، وتُوجِّه إليهم السهام من كل نوعٍ، وهي قطر، وجماعات موتورة كالإخوان المسلمين والقاعدة، وأخرى شديدة التطرُّف وحاربتها المملكة وانتصرت عليها في مواقعٍ كثيرة، أما ما عدا ذلك، فتجاربنا مع إخواننا المسلمين وجيراننا لا تُنبئ سوى بمساعدة كل من مدَّ إلينا يده يطلب المساعدة، وكل مَن لجأ إلينا في محنة، فمددنا إليه كلتا اليدين، إلا أن تكون ما حازته بلادنا من ثروات أنعم الله بها على شعبنا بعد طول عيش في صحراء قاحلة، قليلة الموارد، العيش فيها شاق، لصعوبة المناخ وقلة المياه، إلا أننا شعب أحب وطنه ودياره، ورضي ما ارتضاه الله له، فلمَّا منَّ الله عليه بما مَنّ مِن ثرواتٍ، وجد حسداً من أقوام أضلَّهم الله، ولم يرتضوا بما قدَّر الله لهم، فظنُّوا أنهم بشنِ حروب إعلامية ودعائية؛ قد يقضون على دولة قامت على الإسلام ودعوته ما يُقارب الثلاث مائة سنة قضتها في هذه الصحراء، ولها بما تفضَّل الله عليها في ديار الحرمين، بخير عناية ورعاية لهما ما يُقارب القرن من الزمان، أنفقت من ثروات هذه الديار عليهما الكثير، وهم لن يستطيعوا أن يقضوا عليها، ولها شعب دانت له الشعوب عندما دعا إلى الإسلام، وخرج من جزيرته يدعوهم إلى هذا الدين الحنيف الخاتم، والذي أصبح اليوم بحمد الله منتشراً في جميع أرجاء هذا العالم، فليعلم هؤلاء أننا ثابتون عليه، والله قادر أن يُريهم مِنَّا الثبات، والقوة والانتصار بإذن الله تعالى.