إن ما نلاحظه من بعض الدول الغربية، وأتباع لهم في الشرق، من هجومٍ على بلادنا، موطن العرب الأصلي، ودعاة الإسلام على مر الزمان، والذين حكموا العالم أيام ازدهار حضارة الإسلام، لا يُبرِّره أن تقع جريمة ما؛ على أرض سعودية، سواء أكانت في قنصلية سعودية، هي بحكم القانون الدولي أرض سعودية، أو أن تقع في مدينة من مدننا، فالجرائم تقع في هذا العالم كله كل يوم، ولعلها في الغرب تقع يومياً، فقد رأينا دولهِ؛ وزرناها وعرفنا ما يقع فيها، ولعلها في الغرب، كما هي في الشرق، يومياً، وأكثر من الجرائم التي تقع على أرضنا بأعدادٍ مضاعفة مرات، بل هي كذلك، وهذا لا يقتضينا حتماً أن نُجرِّد سلاحاً لنا إعلامياً لمواجهة الغرب، لما يجري على أرضه من فظائعِ الجرائم، ولكن الغرب انتهج أسلوباً أقل ما نقول عنه أنه يستخدم أشياء كثيرة، للبحث عن مساوئ ينسبها إلينا، وكأن لديه حقداً علينا، فهم لا تعجبهم قوانيننا، كما لا يعجبهم معاملتنا لنسائنا، ولا تعجبهم ثقافتنا التي هي مرجع ديننا، حتى أنهم يعترضون على عقوبة القتل قصاصاً بأن يُقتَل الشخص إذا قَتَل، رغم أنه ورد في نصٍ من كتاب ربنا، وحتماً لا تعجبهم ثقافتنا، وابحث في الغرب تجد ما ينتج فيه من كتب؛ جزء منها مرصود للبحث في معايب لنا واقعة ومُتخيَّلَة، واقرأوا في إعلامهم صحائف ترون عدداً كبيراً يُعالج قضايا متصلة بنا، وبقوانينا وعاداتنا، ويصفها بأسوأ الأوصاف، ومَن يطَّلع على هذا كله يظن أن بيننا وبين الغرب حرباً مستمرة، والحقيقة أننا نزعم أننا أصدقاء لكثير من دول الغرب، وهي تعلن أننا أصدقاء لها، ولكن الإعلام فيها لا يكفُّ عن مهاجمتنا عبر وسائله المختلفة، ولو كان اعتراضهم علينا محقاً، لكان واجبنا أن نشكرهم على إهداء عيوبنا إلينا، ولبحثنا في أنفسنا وما نفعل، لنُغيِّر من أساليبنا، ولكن الذي نقرأه ونسمعه؛ يجزم بأنه لا علاقة له بعيوبٍ حقيقية لنا، وإنما هو في أكثر الأحيان، ليس له وجود أصلاً في بلادنا، وليس من أخلاقنا، وهو إنما يتردَّد على الألسنة، وفي بطون الكتب، وفي وسائل الإعلام ضدنا، إنما هو يتردَّد لإضعافنا، وهو ما لن يتحقق أبداً، فنحن مهتمون لشأنِ وطننا، وسنصل به إلى القمة بإذن الله.
معلومات التواصل:
ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]