غرَّد أحدهم وللأسف قائلًا: «كم أمقت أحدهم حين يصف السعودية ببلاد الحرمين، السعودية كيان سياسي اسمه المملكة العربية السعودية، أما الحرمين فهما مكة والمدينة، وكلاهما له حدود حدَّدها الشرع، أما خارج هذه الحدود فهو الكيان السياسي، كأي كيان سياسي في هذا العالم، له أن يمارس دوره كدولة، وللحرمين احترامهما)، وله عادة يتوق دومًا بمثل هذه العبارات، وهو يعلم خطأها وخطلها، وأنها ستثير غضب أبناء شعبه، الذي تمكَّن حُب الحرمين الشريفين في نفوسهم، حُكَّامًا ومحكومين، حتى إن حاكم البلاد ما كان يُرضيه من الألقاب إلا أن يُنسب إلى خدمة الحرمين، فهو خادم الحرمين الشريفين، يسعد حفظه الله باللقب، ويرتضيه شعبه له، وله في نفوس سائر المسلمين المحبة والتكريم، وهو أسعد الناس إذا زاروا بلدًا أكرمه الله بأن كان فيه الحرمان الشريفان، يسعد بهما أهله، ويخدمونهما ويقدمون لزائريهم كل ما تطمئن به النفوس، ووجودهما في وطننا خاصية لهذا الوطن جعلته أغلى الأوطان، ووالله إني لأجزم أنه لا أحد في هذا الوطن الأغلى بوجود الحرمين الشريفين فيه: بيت الله الحرام، ومسجد سيدنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى وإن قيل إنه وطن الحرمين الشريفين أو بلاد الحرمين – يكره ذلك أو يمقته، كما هو هذا المُغرِّد، الذي توهَّم لضعف في إيمانه ولسوء فهم قيمتهما، أن ذلك يمنع أن يكون له كيان له اسم، هو المملكة العربية السعودية، فقد ظل وطنًا للحرمين الشريفين، وكيانًا سياسيًّا شامخًا اسمه المملكة العربية السعودية، لم يتعارضا قط إلا في ذهن هذا المُغرِّد حين شذ، وما منع هذا الوطن أن يمارس دوره ككيان سياسي شامخ.. إنها الأوهام تعيش في رؤوس بعض الخلق، فكل ما لهم علاقة بهذا الدين الحنيف ويشعرون معه بالكآبة، ردّهم الله إلى دينهم ردًّا جميلًا، ولعلي أقول لأخي هذا الذي أخطأ خطأً فادحًا حينما غرَّد بهذا الشكل: ألم تسمع قائد البلاد خادم الحرمين الشريفين حينما قال: ورسالتنا للجميع أنه لا مكان بيننا لمتطرف يرى الاعتدال انحلالًا، ويستغل عقيدتنا السمحة لتحقيق أهدافه، ولا مكان لمنحل يرى في حربنا على التطرف وسيلة لنشر الانحلال… إلخ، وكفى بهذا ردًّا على هذا المُغرِّد.