الثقافة في تربية الأبناء ذكوراً وإناثاً أساس في إحداث علاقة بين الآباء والأمهات، والأبناء ذكوراً وإناثاً ضرورة قصوى في هذا الزمان، وعلى كل أب وأم ألا تهمل ذلك، فإن من وسائل التربية في مجتمعنا ما تجاوزها الزمن، ولم تعد هي القادرة على إيجاد علاقة وثيقة بين الأب وبناته، وبين الأم وأولادها الذكور، ولابد لكل منهما أن يعرف كيف يعامل الأولاد والبنات في سن المراهقة بالذات في هذا العصر الذي أصبحت تتدفق فيه المعلومات من كل صوب، يقترف منها الابن والابنة ما شاء، ولا يجد لدى أسرته معرفة منها لتناقشه فيما وصل إليه من هذه المعلومات العديدة، هو يستمع إلى الأغاني، وهي مادة تثقيفية في الغالب لا رقابة عليها أصلاً، وهي تستدر عواطفه وعواطفها، فتجعل كأن لا حياة يجب أن يسعيا إليها؛ إلا ما يتردد على ألسنة المطربين والمطربات، واليوم وسائل التواصل الاجتماعي تُلقي إلى مجتمع المراهقين ألواناً من المعلومات، جُلّها تُحدِّثه عن حرية تدعوه للحصول عليها، وهو لم يعرف بعد معنى الحرية، وما هو القدر الواجب أن يحصل عليه منها، وما هو شديد الخطر منها إن حصل عليه بلا ضوابط، فكان دماراً وفوضى، يُدْعَى أن يبحث عنه بعيدا عن بيئته الأولى (الأسرة)، وعن بيئة مجتمعه وقيمه، فإذا تمكن منه أو منها ذلك، ورأى أنها الحرية الأمثل والأفضل، أخذت تهيئ له أن السعي على الحصول على حرية، تُعطيه أكبر قدر من الانطلاق، دون ضوابط من دين أو خُلق أو قِيَم مجتمع سعى إلى ترسيخها منزل، ومدرسة، ومسجد، وأصبح يرى أن الانطلاق من كل قيد هو الأساس، فإذا رسخ ذلك في نفسه، أخذ يتصور أن كل ما في مجتمعه قيد على حريته، وتمنى لو فرَّ منه، ولجأ إلى مجتمع يظنُّ أن قِيَم الحرية فيه هي التي تُناسبه، حيث لا قيد عليها، لذا نرى عند العديد من الفتيات خاصةً رغبة في مفارقة مجتمعهن وبيئتهن المنزلية والمدرسية، بل والنسوية أيضاً، وأن الأمثل لهن أن يُجرِّبن الانطلاق، ولن تكون إلا خارج الحدود، فإذا تحقق لهن ذلك عبر العالم الذي يدعو إلى التفلُّت من كل القِيَم، وجدنَ العذاب الحقيقي ينتظرهن، فعِشن هُنَاك حياة فيها الكثير من كل ما يرفضنه من ألوان السلوك يجبرن عليه، وقد يؤدي بهن هذا؛ إلى الانتحار، فلابد للأهل والمجتمع من حمايتهن من هذا المصير، فهو واجب شرعي.
معلومات التواصل:
ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]