ما كانت المملكة يوماً تريد عداءً لتركيا، فهي دولة مسلمة، لها دور حضاري فيما مضى من منطقتنا المسلمة، ولكنها وللأسف اختارت فجأة أن تقف منا موقف العداء، لا لسببٍ نعرفه سوى رغبتها في هذا العداء، الذي لا نظن أنه في مصلحتها. فنحن دولة لها دورها المتميز في هذا العالم يعترف به الجميع، ونحن بطبعنا ومنذ نشأة دولتنا الحديثة، نمد اليد لكل إخوتنا عرباً ومسلمين، ودون أن يطلبوا منا ذلك، لأننا نرى أن دورنا في محيطنا يقتضي منا أن نعين إخواننا عرباً ومسلمين، ولكنا اشتهرنا بأننا عرب أحرار لا نقبل الضيم ولا العدوان علينا، ونرد على من يعادينا إذا لم يرتدع عبر التحذير، بما يردعه عن العدوان علينا وبأشد قسوة، وقد صبرنا منذ ظهرت في الجو قضية مقتل مواطن سعودي على أرض سعودية حكماً، (القنصلية السعودية بإسطنبول)، وارتكبها مواطنون سعوديون، هم اليوم في قبضة العدالة، يحقَّق معهم ويحاكمون في بلادهم، إلا أننا اكتشفنا أن تركيا تقف منا موقفاً عدائياً متصاعداً منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، رغم تحذيرنا لها ورجائنا أن تتراجع عنه، ونحن قادرون على الرد الحاسم على هذا الموقف، الذي نراه عداءً لا أسباب له، وسنحاسبها ولاشك عليه، دون عدوان عليها بسلاح، فهناك من الوسائل ما هو أقوى بكثير أثراً من وسائل العنف، وهي أقدر على أن تجعل الخصم يتمنى يومها أنه لم يُعادِ بلداً متسامحاً صديقاً للجميع اسمه «المملكة العربية السعودية». وفي التاريخ مواقف لهذا البلد سابقة، رضخ لها من دول العالم الكثير دون قتال، ولا عدوان بسلاح، ولكن الذين لا يعرفون كيف يتعاملون مع الدول المستقرة الثابتة الأركان، القوية في مواقفها، يجنون على أنفسهم، وأظن أن تركيا من هذا النوع من الدول، بتصرفاتها التي أصبحت حديث العالم كله، وما عرفنا عنها في هذه المدة اليسيرة من عدائها لنا، وهو ما يجعلنا واثقين أننا إذا التفتنا إليها لن تتحمل مواقفنا الرادعة القوية لكل من يعتدي علينا، فقد مر بنا من المواقف ما يجعلنا على يقين من قدرتنا على رد كل اعتداء علينا من أي نوع.. فهلا راجعت تركيا مواقفها تجاهنا؟، هو ما نرجو، والله ولي التوفيق.
معلومات التواصل:
ص.ب: 35485 جدة 21488
فاكس: 6407043
إيميل: [email protected]